عند أي سانحة لا يوجد أجمل من قضاء بعض الوقت في المنطقة الغربية، مع عدد من الأصدقاء أصحاب المزارع في ليوا، وحيث متعة الارتحال في الفيافي، عند الأفق اللامتناهي من الرمال الذهبية، تغادرها إلى المحاضر والمزارع، واللون الأخضر الذي عم وانتشر بعزيمة الرجال· وهناك تجد الكثير منهم -رغم أن الزارعة متوارثة جيلاً بعد جيل في المنطقة- يعانون من تداعيات اضطراب الخطط الزراعية والنقص في التوجيه، مما يتسبب في تراكم القروض عليهم· وكنت ألمس ثقل وطأتها عليهم، فأغلبهم موظف في أبوظبي، وعلاقته بالأرض تحولت لعلاقة من بعيد إلى بعيد، وقد جاءت مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' بإعفاء أصحاب المزارع من القروض الزراعية لإنقاذهم من آثار هذا العبء المؤرق للجميع· وبتوجيهات من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي، بدأت دائرة البلديات والزراعة في تنفيذ المكرمة التي يبلغ اجماليها 61 مليونا و176 الف درهم· وقد أدخلت البهجة والاطمئنان على أصحاب المزارع المستفيدين من المكرمة السامية· واللفتة السامية مناسبة للدائرة لإعادة النظر فيما تقدم لأصحاب المزارع، لأجل ضمان عدم وقوعهم في مصيدة القروض من جديد، سواء تلك المترتبة على تكلفة شبكات الري بالتنقيط والمضخات والأسمدة العضوية، أو القروض المصرفية الأخرى التي يلجأ اليها البعض الآخر· وإعادة النظر هذه يجب ان تشمل في المقام الأول سياسة التسويق وحماية المنتجات الزراعية، وإعادة ثقة المستهلك بها، وثقة صاحب المزرعة نفسه فيها، ونحن نجده يستسلم بسهولة أمام إغراق المنتجات الزراعية القادمة ليس من دول الجوار بل ومن مناطق قصية للغاية، ناهيك عن التخطيط والارشاد الزراعي، ودون ذلك سيجدون انفسهم اسرى دوامة القروض وضعف التسويق·