المشاركة الشعبية، في وضع خطط واستراتيجيات التعليم تضع العملية التعليمية على أرض صلبة وثابتة، وتحث الخطى على تحقيق الغاية المنشودة من التعليم.. كما أن وجود الكادر التعليمي في صلب البحث عن الأسلوب الأنجح، يعني الإيمان الراسخ بأهمية الاعتراف بالعقول التي تعمل في الميدان، ولا تنحصر العملية فقط بأولئك الذين ينظرون عن بعد، فيقررون ما قد يكون بعيداً عن الواقع، ولا ينجز ما يحتاجه الوطن من مخرجات، تحقق الأهداف السامية التي ترنو إليها الدولة، والتي ترفدها المسيرة النهضوية بعوامل الترقي والنجاح. والأهم من كل ذلك أن وضع الإنسان في جوهر الحوار حول قضية تمس حياته ومستقبله، هي في الأساس تدريب عملي وعلمي على أسلوب الحوار، وإبداء الرأي، وتبادل الأفكار والأخذ بناصية الديموقراطية الحقيقية، من دون تكلف أو تزلف، أو عصبية، أو تسرع في خوض هذا الغمار المهم في حياة الشعوب.. لا نشك أبداً في أن العملية التعليمية شابها شيء من الثغرات، وهذا أمر طبيعي، ولكن المهم في الأمر أن نتوقف عند هذه الثغرات، ونطرح الأسئلة الكبرى، لتجيب عليها الأفكار المتلاحقة، والعقول المفتوحة على الرأي الآخر من دون تحفظ أو حساسية، لأن التعليم ملكية اجتماعية صرفة ولا يخص فئة دون أخرى، الأمر الذي يفرض على الكبير والصغير أن يوجدوا في منطقة واحدة، يدور فيها الحوار حول ما يهم الجميع، والرابح الأكبر في ذلك هو الوطن، وإنسانه الذي أنجز مشروعه الحضاري بجد واجتهاد ويستحق أن يُكافأ، بمد يد العون له، والأخذ به نحو مزيد من التعاطي بشفافية، لكي يصبح التعليم إبداعاً وليس نزاعاً على من يفوق الآخر بالحفظ والتكرار. العقل الإماراتي، أصبح اليوم يتميز بخصوصية وتفرد، إذ غرَّد في أعالي القمم مرفرفاً بأجنحة التفوق في مختلف الميادين، وقد أعطى للعالم أجمع مثالاً يُحتذى، وقدم نموذجاً يستحق أن يكتسي مخمل الاحترام والتقدم من قبل القاصي والداني، يستحق هذا العقل أن تلبى تطلعاته بكل أريحية وحيوية وأن يصبح الحوار المغزى والمعنى، في بناء الثقة، وفي هرم تعليمي لا تنغصه عقبات، ولا تكدره كبوات، ولا تحبطه عقد نقص، أولئك الذين يكرهون النجاح. فواجب على الجميع أن يجتهدوا وأن يدلوا بدلوهم، وألا يتقاعسوا عن تقديم ما يفيد ويصب في مصلحة الوطن. Uae88999@gmail.com