المشاهد المزرية التي نصادفها كل يوم، تثير في النفس تقززاً، وتملأ القلب حرقة، نقول لكل الذين لا يهمهم أمر نظافة البلد: هذه بلادنا، وواجبنا الفطري والأخلاقي أن نحبها، وأول الحب المحافظة على نظافتها. ما يتم في الشوارع وعلى الأرصفة وأمام المطاعم والكافتيريات والبقالات أمر يثير الفزع والجزع، لأنه سلوك شاذ على البلد، ومخالف للأعراف والتقاليد والعادات والديانات والمبادئ الإنسانية. ما نلاحظه يشعرنا أن هؤلاء الأشخاص الذين يلقون بمخلفات طعامهم في الأماكن العامة إنما هم مشاريع كراهية، يجب معاقبتهم، ويجب ردعهم، ويجب منعهم من الإساءة إلى بلد أصبح الآن مثالاً للأناقة والترتيب والتهذيب في كل مرافقه، وهؤلاء يتعمدون تلويث المكان وإثارة ضجيج النفايات في كل موقع، هؤلاء أشخاص لا يستحقون أن يأكلوا ويشربوا من خيرات هذا البلد، لأنهم لا يحترمون مقدراته، ولا يجلون إمكانياته، هؤلاء عالة وعبء ويشكلون ثقلاً على الخدمات العامة في البلد. فأنت عندما تسير في شوارع المدينة أبوظبي، تشعر أنك تجول في حديقة غنّاء، من حولك تحوم الطيور وتحيطك الأشجار الباسقة، وتطوقك الإنارات المبهرة، وعندما تشاهد مجموعة من البشر يكدسون من حولهم كل ما خاب وذاب، ثم ينهضون ويغادرون المكان ويتركون بقاياهم في مكانها دون أن يكلفوا أنفسهم عناء رمي المخلفات في المكبات، تشعر بالوخز، تشعر بالعجز، فأنت ترى ولا تستطيع أن تفعل شيئاً، لأنه من السهل أن يقول أحدهم «وشأنك أنت»؟ وهو يعرف أنك إنسان عادي، ولست موظفاً في جهة الرقابة على هذه التصرفات، ولذلك سيقولها لك وبعيون حمراء، ولأنك لو تفوهت بكلمة وقد يلصق بك تهمة التعدي والقذف، لذلك نحن نقول إن هؤلاء لن يردعهم إلا سوط العدالة، العقاب الصارم والجازم، وأنا أكرر هذه العبارة، لأنني متأزم حقيقة من هذه التصرفات، وأشعر أن هناك نوعاً من البشر وظيفتهم تشويه الجمال، وتسويف كل ما هو مكتمل، والانحراف بالمكان نحو مسارات العبث. ثم أقولها وبصراحة، بلادنا لا تستحق كل هذا الاستخفاف من ذوي الضمائر الميتة، والأخلاق الفاسدة، بلادنا رائعة وناصعة بأخلاق عشاقها، فلا يجب أبداً أن نترك زمرة من البشر يمارسون علينا ثقافتهم المريضة، ومشاعرهم المهمشة، وأخلاقهم المحطمة، وسلوكياتهم التي لا ترقى أبداً إلى مستوى بلادنا. بلادنا جميلة رسم لوحتها الباني والمؤسس، والمتذوق للجمال والكمال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى نهجه سار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، نريد بلادنا أن تبقى جميلة ونظيفة وبعيداً عن أيدي المهرولين نحو الوساخات وثقافة «كل وارمِ».