مُنذ أن كشفنا النقاب عن إصرار ''الفيفا'' على تطبيق اللوائح الدولية فيما يتعلق بالانتقالات المحلية من خلال الحوار الشامل الذي أجريناه مع سعادة يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة، والساحة الكروية تموج بالتفاعل مع هذه القضية التي باتت تحمل أكثر من عنوان، من بينها ''إعصار الفيفا''، و''ثورة يوليو''، على اعتبار أنه لم يعد يفصلنا عن الالتزام الكامل بتطبيق لوائح الفيفا سوى أسبوعين فقط· وبرغم الحديث الذي لا ينتهي عن انتقال عدد كبير من اللاعبين فيما يمكن أن نسميه موسم ''الهجرة إلى الشمال''، على اعتبار أن الأندية الكبيرة هي الأوفر حظاً في المنظومة الجديدة، إلا أن بعض الأندية توصل إلى اتفاقات شبه نهائية مع عدد من اللاعبين، انتظاراً ليوم الأول من يوليو حتى تتحول الاتفاقات إلى تعاقدات رسمية، تُحول هؤلاء اللاعبين من حالٍ إلى حال، استثماراً للأجواء الجديدة، التي كانت تتمنى أجيالٌ كثيرة أن تعيشها، بدلاً من أن تراوح مكانها دون أن تجد لصرختها وشكواها آذاناً صاغية، فضاعت عليها فرص ذهبية لاستثمار موهبتها! وكعادة كل خطوة جديدة من شأنها أن تحرك ''المياه الكروية الراكدة''، لابد أن يكون هناك من يتفاعل - دون خوف - مع المستجدات، بينما يكتفي الآخرون بالشكوى وبأن الأمر لو لم يكن يتعلق بقرار ''الفيفا'' ما تناولوا هذا ''الدواء المر''! وصدقوني فإن تطبيق اللوائح سيصب في مصلحة كل الأطراف، اللاعب وناديه الأصلي، والنادي الجديد والمنتخب الوطني، وهكذا هو سوق كرة القدم الذي لا يعترف بالخائفين والمترددين، والذين لا حديث لهم سوى عن نظرية المؤامرة وأن الأسماك الكبيرة ستلتهم الأسماك الصغيرة في كرة الإمارات· وثقوا أن بداية تطبيق اللوائح الدولية على الانتقالات المحلية، حتى لو شهد بعض السلبيات أو بما يسميه البعض ''فوضى الانتقالات''، فإن هذه الجوانب السلبية ستتوارى تدريجياً بمرور الوقت، حتى يعود ''السوق'' لحالة الاستقرار، دون أن تكون هناك فرصة لــ ''انهيار السوق'' كما يحدث في عالم الأسهم! سؤال له ما يبرره ونحن نقترب من ''ثورة يوليو''·· لو كانت كرة الإمارات تطبق لوائح ''الفيفا'' فيما يتعلق بالانتقالات المحلية، قبل 15 عاماً، تُرى كم نادٍ كان مثل الشعب سيكسب في صفقة انتقال لاعب بحجم وقيمة عدنان الطلياني لاعب القرن في كرة الإمارات، وكم نادٍ كان مثل الاتحاد بكلباء سيكسب من ملايين، لو وافق على انتقال حسن سعيد وعادل محمد أشهر لاعبيه في تاريخ النادي· وكم هو محظوظٌ هذا الجيل الذي أنقذته لوائح ''الفيفا'' ·· من نفس مصير الطلياني وحسن سعيد وعادل محمد ·· وغيرهم الكثيرون؟