البروكسي على طريقة اتصالات، أصبح على الطريقة التقليدية، المشكلة أن اتصالات متقدمة والبروكسي مالها متأخر، حتى نستطيع أن نقول إن رقيب اتصالات هو اليوم شبيه بصورة الرقيب القديم في وزارات الإعلام والثقافة العربية العتيدة ودول المعسكر الشرقي البائد والمنهار، جيب منتفخ على صدره جهة اليسار، مليء بأقلام مختلفة الألوان، ونظارة سميكة لا ترى إلا الخطأ، وأصابع معفرة بالحبر، وطاولة بشعة من كوم الورق، ودوائر لكاسات شاي مطبوعة ولزجة على الطاولة، فنجان قهوة مطفأة فيه أعواد سيجارة منتهية لآخرها، ونفسية مكتئبة إلى درجة الحموضة، وراتب هزيل آخر الشهر، واحتقان لا يعرف مصدره· نعود لفحوى الموضوع، فعلى الرغم من أن اتصالات مؤسسة عصرية وحداثية في توجهها وخدماتها، لكنها في رقابتها على الإنترنت غدت متأخرة، فلا يعقل أن تكون الرقابة لمثل هذا الحد، على كل صغيرة وكبيرة، بفهم ومن غير فهم، وكأن المستخدمين للإنترنت والواقعين تحت مراقبة الأخ الأكبر - اتصالات- تلاميذ صفوف إعدادية توّها طارّة شواربهم، هذه الرقابة غير المتحضرة، والتي أحياناً بلا معنى، ترهق الباحث والدارس وتغيظ المتطفل، ولأننا لا ندافع عن المتطفلين ولا عن الأحداث العابثين تحت سن الثامنة عشرة، ولا كل الذين يلعبون ويتسلون بالإنترنت، لأن لهم طرقهم في كسر بروكسي اتصالات وغيرها، ويتواصون مع بعضهم برموز مشفرة، مستخدمين أسلاك وألياف اتصالات، وبلغة قد لا تفهمها اتصالات، ولكن نطالب بحق الشريحة الأخرى من المستفيدين من خدمات الإنترنت في أعمالهم وحياتهم، الأمر الذي يشكل بطئاً لا يطاق في الشبكة، وتدخلاً في المعرفة ليس من حق اتصالات حجبها، فلا يعقل أن يبحث دارس أو مهتم عن خريطة لتشريح الأعضاء التناسلية، فلا يجدها، بحجة أن الموقع محظور، وأحياناً يتطور الأمر أن تصبح معظم المواقع الشبيهة بهذا عرضة للحظر غير المبرر من قبل اتصالات، لمجرد ورود اسم لدكتور معين، والحظر ليس بسبب اسمه أو أن عليه علامة استفهام، إنما لأنه مكتوب بعد اسمه، تخصصه في الأعضاء التناسلية، كما ستجد مواقع علمية محجوبة، لأنه ورد فيها عرضاً كلمة أعضاء تناسلية· نرجو أن تتفهم اتصالات المعنى الكبير لا الصغير في المسألة- وهنا لا نتحدث عن المواقع الإباحية- كي لا يفهمنا خطأ أصحاب الكاتلوجات التي يصرون على طلبها مع العمود الثامن· يمكن لاتصالات أن تطرح ضمن خدماتها، حزمتين أو ثلاث حزم للمشتركين في الإنترنت مع إمكانية إدخال رمز سري للذي يريد خدمات الإنترنت كاملة أو من يريد حجبها عن الآخرين حين ينتهي من عمله أو من يريدها مراقبة من الأساس، ويمكن للاتصالات الموقرة أن تزيد أجر هذه الخدمة، وتميزها عن الخدمة المراقبة، أعتقد أن الزيادة في رسم الخدمة سيعجبها، أما الكلام الأول فسترد عليه بعلل كثيرة·· بروكسي اتصالات·· أصبح حاجة مزعجة للغاية·