من حق العيناوية الابتهاج، وليس الفرح فحسب بعودة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان لقيادة قلعتهم البنفسجية، بعد سنة وليس سنوات عجافاً مرت على العين، متمثلة في الموسم المنصرم الذي كان فيه الفريق الكروي الأول في أسوأ حالاته خلال السنوات العشر الماضية، فخرج بمركز وصيف كأس صاحب السمو رئيس الدولة فقط لاغير، وبترتيب لايليق بمكانة الزعيم في الدوري، وخرج مبكراً من دوري أبطال آسيا، فودع العين موسم 2006-2007 على غير العادة بغير حصاد، وخرج دون زاد يشبع به نهم جماهير البنفسج من البطولات والألقاب، وهو ما أثار حفيظتهم، ودهشة واستغراب الوسط الرياضي، فكانت سيرة العين على كل لسان، والجميع يسأل عن سبب غيابه عن المنافسة التي فقدت الزعيم وجماهيره، مما أفقدها بعضاً من بريقها، ليؤكد العين بالفعل أن غياب الكبار ليس كأي غياب، فإذا غاب فريق كبير لا بد وأن يكون غيابه محل تساؤل، وكثيراً ما يغيب البعض ولكن غيابهم يكون كوجودهم· ولما كان غياب العين عن دائرته المحببة وهي المنافسة قد حدث، وانفض الموسم بأقل خسائر ممكنه، فالأهم هو تشخيص الخلل الذي توصل له العين، وأعلنه سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان بشفافيته المعتادة، وكما يقول الأطباء، فإن التشخيص السليم يعتبر نصف العلاج، إن لم يكن هو العلاج بالكامل، على إعتبار أنك عندما تصل للتشخيص السليم، وتعرف مواطن الخلل، فمن السهولة أن تعالج العلة، وتصف الدواء الأنسب القاضي على كل العلل، ويمكن من خلال معرفتك للأسباب أن تعالج كل الأمور وتتجاوز كل المشاكل، ولما كان تشخيص سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان لحالة العين وأسباب تراجع وابتعاد الفريق عن المنافسة أرجعه للتدخلال والاختيارات غير الموفقة للمدرب وغيرها من الأمور الإدارية والفنية فإن علاج هذا الخلل لن يكون صعباً على قائد السفينة العيناوية· وبالتالي من حق العيناوية أن يمنوا أنفسهم، ويستعيدوا طموحاتهم الاعتيادية اعتباراً من الموسم المقبل الذي سيكون مختلفاً عن سابقه للأسرة والجماهير العيناوية، وكانت أولى الخطوات بالتعاقدات المحلية التي أبرمها العين مع ثلاثي الفجيرة لتدعيم الفريق، قبل البحث عن ثلاثي اللاعبين الأجانب الذين يستعاقد معهم العين مستفيداً من تجارب السنين ومرارة الموسم الماضي وقساوته على الفريق· إن الصراحة والشفافية والوضوح والصدق مع النفس هي من العوامل المهمة جداً في علاج الخلل، وتجاوز المحن، ومواجهة الشدائد، واذا تحلى بها الشخص او المجموعة نجحت في تلمس أقصر طرق النجاح، وهو ما يحصل للعديد من الأندية الساعية بجد وحق لتجاوز صعابها· مجرد رأي عودة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان لقيادة نادي العين لن يجني ثمارها الفريق البنفسجي، فحسب، بل إن مكاسب الرجل الرياضي المحنك لن تقتصر على حدود إقليمية ضيقة هي محيط ''دار الزين''، فعبير البنفسج سيصل مداه لأبعد من ذلك بكثير، وستكون كرة الإمارات ومنتخباتنا الوطنية هي من ضمن قوائم المستفيدين من العودة الميمونة لعاشق البطولات والإنجازات، وصاحب الأفكار السباقة والثورية في عالم كرة القدم·