تفاءلت كثيرا بنهج بلدية ابوظبي، بعد الجرأة التي أظهرتها في الاستطلاع الأخير الذي نظمته حول مدى رضى الجمهور عن الخدمات المقدمة في بعض المرافق التابعة لإدارتها، والإعلان عن نتائجه التي كشفت عدم رضى من تم استطلاع آرائهم، وتعهدها بتصحيح الأمور والأوضاع· وكنت كلما سمعت عن خدمات إلكترونية تدخلها البلدية في العصر الإلكتروني، أقول ''منه العوض وعليه العوض''، فالتجارب مريرة ومرهقة لكل مواطن ومقيم من أفراد الجمهور لجأ لخدمات ذلك المبنى المتاهة التي تقبع داخله إدارات البلدية، فكيف الأمر بعد أن توزعت الدائرة وخدماتها على أكثر من مبنى، بعد الدمج والإلغاء الأخيرين في دوائر أبوظبي؟!· تفاؤلي لم يكن في مكانه، لذلك أدعو لإدراج الاتصال بخدمات بلدية أبوظبي ضمن اختبارات قياس ارتفاع الضغط والقدرة على التحمل· بالأمس جربت الاتصال ببعض المسؤولين في بلدية أبوظبي، طلبا لرد حول معاناة عدد من المواطنين في منطقة خليفة(ب)، فإذا بي أنتقل من رقم إلى آخر من دون جدوى، حتى حفظت صوتي موظفة البدالة، فيما كنت أبحث عن هذا الذي يحولك إلى ذاك بحجة عدم الاختصاص، وثالث يعتبر أن الدوام قد انتهى، وعليك الاتصال في يوم ثان، رغم أن الوقت المتبقي على انتهاء الدوام الرسمي يزيد عن الساعة والنصف· واستوقفتني هذه الرحلة الهاتفية أمام صورة المواطن أوالمراجع البسيط الذي يضطر للاستعانة بواسطة تساعده على فك ''طلاسم'' اختصاصات بلديتنا العتيدة· كنت أتمنى أن يشمل الاستطلاع الذي ظهرت به علينا البلدية، رضى المراجعين عن خدماتها ''الإلكترونية'' التي أصبحت ''لا إلكترونية''، وعلى الأخص ''البدالة'' إياها، التي نختصر''إذا'' و''إذا'' التي تشنف بها آذاننا إلى الضغط على الرقم ''صفر''، ومع ذلك نخرج ''صفر'' اليدين· اتصالات متعبة لمجرد الرد على سؤال، فكيف بمعاناة طالب قطعة أرض أو بيت شعبي، أو مستفسرعن رخصة تجارية· كان الله في عون كل هؤلاء، والجميع ممن صدقوا أن البلدية ''تغيرت'' كثيرا عن الأول· وكل استطلاع وأنتم ''راضون''!!·