رغم تواضع مستوى أداء المنتخب الوطني أمام السعودية إلا أن هناك بارقة أمل جديدة لم تكن موجودة من قبل·· وهذه البارقة تتمثل في وجود نخبة من الوجوه الصاعدة تختلف اختلافاً كبيراً في موهبتها وفي قدراتها ومفاهيمها الكروية عما هو موجود· دعونا نتفق أولاً على أن المنتخب السعودي كان الأفضل من كافة النواحي وكان يستحق الفوز بهدفين مقابل لاشيء·· والجميل في المنتخب السعودي أنه دائماً يبدو بصورة قوية نظراً لأنه يجري التغييرات في صفوفه بشكل تدريجي بحيث لا يدع فرصة للسقوط نتاج فراغ بين الأجيال·· ثانياً- وهو الأهم- أن المنتخب السعودي يفاجئنا دائماً بكوكبة من النجوم الجديدة البارزة وهي غالباً ما تكون إضافة قوية ومؤثرة·· فبعد مالك معاذ ظهر في تجربة المنتخب أمس لاعبون آخرون أمثال تيسير الجاسم وسعد الحارثي وعبدالرحمن القحطاني·· وهذه الميزة الكبرى التي شكلت عناصر الأمانة والحماية للمنتخب السعودي منذ سنوات·· بدأ منتخبنا الوطني الإماراتي في اكتسابها وتحديداً من هذا الموسم·· وكلنا شاهد ماذا فعل دادا والشحي وسيف عندما أشركهم ميتسو في الشوط الثاني· قناعتي أن المدرب ميتسو يعرف ماذا يفعل·· وإذا كان يلعب بمنتخبين تحديداً في فترات الإعداد فهذا هو منطقه وهذه هي فلسفته·· وأذكركم أن ما يحدث اليوم هو تماماً الذي حدث قبل دورة الخليج·· فلم يكن ميتسو حتى التجربة الأخيرة قد أعطى إيحاء لأحد بأنه استقر على التشكيلة التي ستخوض الدورة·· وما إن بدأت المباريات الرسمية حتى وجدنا التشكيلة في رأس المدرب ولعب بها من أول مباراة حتى آخرها تقريباً·· لدرجة أنه كان نادراً ما يغير في التشكيلة الأساسية عند بداية المباريات ويقوم بالتغيير من خلال لاعب أولاعبين حسب مجريات المباراة·· لدرجة أن كثيرين اشتكوا من مستوى محمد عمر دائماً ومن مستوى فيصل أحياباً، إلا أنه كان يدفع بهما في البداية حتى لا يختل التشكيل الذي في رأسه وكل تشكيل- كما هو معروف- يتطلب خطة معينة أوأسلوباً أو أداء معيناً وهكذا· في تقديري أننا في حاجة ماسة عندما تبدأ البطولة إلى وجود عدد لا بأس به من الوجوه الصاعدة في التشكيلة الأساسية·· فهؤلاء يغيرون شكل الأداء تماماً·· يعطونه حيوية ومرونة وحركة ومهارات·· وكلنا شاهد دادا على وجه التحديد كيف تحرك واخترق وراوغ وكأنه من اللاعبين أصحاب الخبرة الطويلة·· لقد كان جريئاً وفاجأنا بهذه الجرأة الكبيرة رغم أنه يلعب لأول مرة أمام منتخب له اسم كبير مثل المنتخب السعودي· هناك لاعبون كبار في التشكيلة لكنهم للأسف ليسوا كباراً في الأداء، فحتى الآن أرى فيصل والكاس ونواف وخالد درويش في مستوى مغاير تماماً عما نعرفهم عنهم·· وأعتقد أنه بناء على ذلك فوجود الشحي ودادا وسيف إلى جانب إسماعيل هو الشكل الأمثل للمهاجمين ومن هم خلفهم·· حتى يكون هناك تفاعل ملموس لخطي الوسط والهجوم اذا اعتبرنا أن خط الدفاع الذي لعب أمام السعودية هو الخط النموذجي حتى الآن بعناصره المكونة من حيدر وراشد وبشير وحميد· كما أعجبني لاعب الأهلي حسن علي ابراهيم كلاعب ارتكاز إلى جانب عبدالرحيم الذي لا غنى عنه لأنه لاعب متجدد في الأساس· عموماً عزاؤنا إذن في نخبة الوجوه الصاعدة في كأس آسيا إلى جانب عبدالرحيم واسماعيل وخط الدفاع المعروف والحارس ماجد·· وفي يقيني أن ذلك ما سوف يفعله ميتسو في نهاية الأمر· قال ميتسو عن الشوط الأول أمام السعودية: إنه كان شوطاً كارثياً·· وطالما أنه اعترف بذلك فلابد أن يعطي الفرصة لهؤلاء الشباب الذين حاولوا تغيير الصورة في الشوط الثاني·