رغم مرور أيام عدة على انعقاد «خلوة العزم» في عاصمتنا الحبيبة بمشاركة أكثر من 150 وزيراً ومسؤولاً إماراتياً وسعودياً، لا تزال تتواصل أصداء الخلوة التي شهد انطلاقتها في أبوظبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، باعتبارها لا تمثل انطلاقة لأعمال مجلس التنسيق السعودي الإماراتي فحسب، وإنما تضع لبنة جديدة لصرح العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين، علاقات وروابط ضاربة الجذور في التاريخ، وممهورة بوشائج القربى والنسب، صلات متينة متجذرة تبحر نحو آفاق رحبة برعاية قائدي البلدين الشقيقين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية. جاءت أعمال الخلوة التي شملت كل مجالات العمل والتعاون المشترك لتضفي زخماً على مسيرة الشراكة والتكامل بين البلدين والشعبين، وهي تحظى بمتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأخويه صاحبي السمو الملكي الأمير محمد بن نايف آل سعود ولي عهد المملكة والأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي ولي العهد. وفي الوقت الذي كان فيه أعداء النجاح ومدمنو نظريات المؤامرة واختصاصيو نشر سموم الشائعات، يتوهمون السيناريوهات التي ترضي خيالاتهم ونفسياتهم المريضة، تبلور في «خلوة العزم» العديد من المبادرات والأفكار ضمن المحاور الثلاثة التي تعنى بالجوانب الاقتصادية والمعرفية والبشرية والسياسية والأمنية والعسكرية، والتي ستتواصل خلال الأشهر القليلة المقبلة لتمضي بالعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين نحو مرافئ الإنجاز والمكتسبات لما فيه الخير لهما وللمنطقة قاطبة. وقد جاءت عمليتا «عاصفة الحزم» و«إعادة الحزم» لتؤكدا أننا في خندق واحد أمام أخطار مشتركة تتهددنا معاً، وامتزجت دماء الشهداء لتبرهن للجميع أن المصير واحد، والتلاحم بين البلدين والشعبين بلغ مبلغاً لن تنال منه مخططات الأعداء مهما اشتدت، فما بالك بثرثرات الخبثاء ممن ينعقون ليل نهار عبر فضائيات الفتن من عواصم وأكشاك الفتن؟ «خلوة العزم» بداية انطلاقة أولي العزم، وكما قال الشيخ محمد بن راشد «بتكاملنا وتعاضدنا وتوحيد طاقاتنا يمكن أن نخلق فرصاً عظيمة وتاريخية لشعوبنا، فالدعم السياسي موجود، والرغبة الشعبية كبيرة لترسيخ نموذج عربي جديد في التكامل بين المملكة والإمارات».