يوم أمس كان غير عادي فقد صمت العالم وتحدثت كرة القدم، وكان التفكك الأسري حاضراً، وسط تذمر الزوجات وصراخ الأبناء لانشغال الأزواج بمتابعة العديد من المباريات الهامة في تصفيات كأس آسيا وكذلك الوديات التي تأتي قبل مائة يوم من انطلاق أهم حدث على سطح الكرة الأرضية وهو كأس العالم في القارة السمراء وللمرة الأولى في ضيافة جنوب أفريقيا. وخلال الأيام الماضية لم يكن “للشباب” حديث سوى عن وجبة دسمة ويوم كروي مثير والشغف الكبير الذي أبداه بعضهم لمتابعة مباريات من الوزن الثقيل بقيمة مواجهة ألمانيا مع الأرجنتين، ومصر مع إنجلترا والجزائر مع صربيا، أما عشاق “الأزوري” وما أكثر محبي الباستا الإيطالية فكانوا يترقبون المواجهة المثيرة للطليان أمام أسود الكاميرون، وكذلك مباراة إسبانيا وفرنسا. حتى الدول المجاورة كان اهتمام “ربعنا” في الإمارات كبيراً بهم وخصوصاً المباراة الحاسمة بين عمان والكويت على البطاقة الآسيوية، أما المفاجأة وهي في الحقيقة فاجعة، أن الحديث عن منتخب الإمارات الذي واجه اوزبكستان كان يأتي في المرتبة الأخيرة وفي أحيان كثيرة كان لا يأتي، فما هي أسباب النفور ولماذا توترت العلاقة بين الأبيض والجمهور؟. هي توابع السنين وهي محصلة زمن كما أنها ترسبات مرحلة طويلة من الإخفاقات ومخلفات الماضي فبات منتخب الإمارات لا يمثل عامل جذب لمواطنيه، وأصبحت متابعة المنتخب كعدمها وأتحسر على زمن جميل كان المنتخب فيه هو الأول والأخير واليوم لم يعد يمثل إغراء كبيرا للجماهير. فعندما كان لدينا منتخب كانت الجماهير ترفع الإعلام فوق سطوح البيوت وكانت الأناشيد الوطنية تصدح في السيارات بالصوت العالي، كان الحماس على أشده حتى والمنتخب يلعب مباراة ودية. واليوم أين أصبحنا وإلى أين وصلنا؟ دعوني أخبركم لقد انقطعت الصلة بين الجمهور واللاعبين ولم تعد الثقة موجودة، فأصبح المنتخب غريبا حتى عندما يلعب على أرضه وعشاقه يتجاهلونه، بينما تمتلىء مدرجات مدينة زايد الرياضية عندما يلعب برشلونة، وأصبح الشخص منا يتعصب لناديه ويحترق دمه ويثور ويغضب وتتجمد أحاسيسه عندما يلعب المنتخب. المطلوب اليوم من اتحاد الكرة ومن اللاعبين استعادة الثقة والعمل على إذابة الجليد بين الناس ومنتخب بلادهم، ولن يتحقق هذا الأمر في يوم وليلة بل يحتاج إلى عمل كبير وزمن طويل، ويبقى المواطن الإماراتي مظلوماً ومعذوراً لو شجع السامبا وبحث عن سحر التانجو أو تعلق “بالأزوري” فهو يجد لديهم ما لا يجده في منتخبه وأنديته أو في الدوري. راشد ابراهيم الزعابي | ralzaabi@hotmail.com