العرب لا يعجبهم العجب، ولو بسطت لهم سجادة حمراء، فربما يعترضون على لونها حيث لا شية فيها ولا عيب، فيرمون لونها بشررهم، البوكر جائزة أصبحت عالمية أصلها بدأ عند الإنجليز وبلدان الكومنولث، ثم إلى الروسية، ثم إلى العربية، والآن يسعون للأفريقية، كل الجوائز التي تحت مسمى جائزة بوكر “booker” ناجحة، ولا تحظى إلا بالاهتمام والتقدير، واستثمار النجاح، ما عدا “إخوان شما” من العربان، ففي كل سنة يظهرون عيباً، ويقدحون مرة في المنظمين، ومرة في الحكام، ومرة أخرى في الفائزين، لا تمر الجائزة بسلام، يهنأ بها الفائز، ويشجع الذي لم يحالفه الفوز، فهناك متسع من الوقت، ومتسع من الإبداع، ومتسع من المبدعين، وكأن المؤامرة ونظريتها العتيقة معشعشة في رؤوس بني يعرب، ولا يثقون في أحد، ولا يفرحون بأي مشروع ولو كان معداً أصلاً لصالحهم وصالح لغتهم، فإذا لم تفز مصر زعل المصريون، وإذا لم تربح روائية لبنانية، انسحبت عضوة لجنة التحكيم، وإذا ما فاز سعودي زعل أهل المغرب، على اعتبار أن أهل الخليج ما زالوا صغاراً وتلاميذ، وإذا ما فاز يمني، تهدلت براطم أهل الخليج باعتبار اليمن ينقصه الكثير، وكأن الجائزة وضعت لتشتد بين العربان المشكلات وتتفاقم المعضلات، وتكون ساحتها ساحة وغى وحرب ولطم! الاسم الحقيقي لهذه المسابقة الروائية هو: الجائزة العالمية للإبداع الروائي، وتعد هذه الجائزة من أفضل الجوائز الأدبية بعد جائزة نوبل للآداب، وتتساوى مع جائزة “جونكور” الفرنسية، وقد سميت بالـ”بوكر” لأنها بنت البوكر الإنجليزية التي تأسست عام 1969، وتبلغ قيمتها خمسين ألف جنيه استرلينى، بينما جائزة “البوكر العربية” أو الجائزة الدولية للرواية العربية “ IPAF” فهي النسخة الأجنبية الثالثة من جائزة بوكر البريطانية، وترعاها مؤسسة الإمارات للنفع العام والتي انطلقت في أبريل عام 2007 وتبلغ قيمتها خمسين ألف دولار، وقد فاز بها في دورتها الأولى بهاء طاهر من مصر عن روايته واحة الغروب، وفاز بها في الدورة الثانية من مصر أيضاً يوسف زيدان عن روايته عزازيل، وفاز بها في دورتها الثالثة من السعودية عبده خال عن روايته “ترمي بشرر” التي اختيرت من بين 115 رواية من 17 دولة عربية. السؤال لو فازت بها مصر للمرة الثالثة والرابعة فيجب أن لا نزعل ما دام هناك معايير فنية ولجنة تحكيم موضوعية، ولو فاز بها في نسختها الرابعة سعودي فيجب أن لا نشكو ونتظلم، فالجائزة لم توضع للجغرافيا إنما للمبدعين وفرسان العربية الأم، لكن العرب إن لم يكن عندهم ناحوا، وإن صار عندهم تباكوا. وكل سنة يرمون الجائزة بشرر كالقصر!