جاء فوز المنتخب الوطني على أوزبكستان في طشقند في الوقت المناسب تماماً، ولعل هذا الفوز المهم يحقق لنا مكاسب عديدة من أجل مرحلة العمل المقبلة، ومن أجل مستقبل أفضل نتمناه جميعاً ونسعى إليه، ولو حاولنا رصد بعض هذه المكاسب سنجدها على النحو التالي. أولاً: إنه من نوع الانتصارات المعنوية ذات الأثر في رفع الروح المعنوية، ليس لمنتخب الإمارات فحسب، بل لعموم كرة القدم بالإمارات، والروح المعنوية تبدو ذات أثر بالغ بعد سلسلة الإخفاقات في الفترة الماضية وآخرها الخسارة الجماعية لأنديتنا في دوري أبطال آسيا. ثانياً: إن هذا الفوز أعطانا بالإضافة إلى التأهل الذي سبق المباراة، صدارة المجموعة بفارق الأهداف عن المنتخب الأوزبكي، وهو أمر بالغ الأهمية، ليس في تصنيف المنتخبات المتأهلة لنهائيات الدوحة 2011 فحسب، بل في الدخول القوي للنهائيات بثقة كبيرة وهي ثقة الفريق المتصدر وهذا له حساباته وأثره الكبير في الناحية النفسية والفنية للفريق. ثالثاً: إن الانتصار على المنتخب الأوزبكي القوي على ملعبه وبين جماهيره سيلقي بظلاله الإيجابية على بقية مشوار الأندية الإماراتية المشاركة في “الآسيوية” على وجه العموم، ولفريق الوحدة على وجه الخصوص في لقائه القادم بعد أيام قليلة بأبوظبي أمام فريق بوينودكور الذي ظهر بمستوى ملفت وحقق فوزاً كبيراً على فريق الاتحاد السعودي صاحب السمعة الآسيوية الكبيرة. رابعاً: إن قيمة هذا الفوز تتضاعف لأنه تحقق بمعرفة شباب المنتخب الوطني حديث المشاركة، ومن اللاعبين البدائل وهم أحمد خليل الذي صنع الهدف بمهارة وقوة وسلطان برغش الذي سجل الهدف بإصرار، وأيضاً كان اللاعب الكثيري الذي شارك لأول مرة مع الأبيض أحد المكاسب المهمة من اللقاء. خامساً: إن الفوز سيكون له أثر رائع على استقرار المنتخب في الفترة المقبلة وسيعطي ثقة مفقودة، ليس للاعبين فحسب، بل للمدرب كاتانيتش الذي كانت تدور حوله الأقاويل في الفترة الماضية. سادساً: إن المنتخب لعب هذه المباراة بروح عالية ولم يعرف لليأس طريقاً، وتمكن من تسجيل هدف المباراة الوحيد في الوقت بدل الضائع من المباراة وبعد فرصة نادرة ضاعت من الفريق الأوزبكي عندما ارتدت الكرة من العارضة فأحسن فريقنا استغلال الهجمة المرتدة السريعة، وجاء منها هدف المباراة الوحيد والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة. ورغم كل ذلك نقول إن المباراة لم تكن مثالية، فقد كانت هناك أخطاء كثيرة، خاصة في نمط الأداء التقليدي البطيء والأخطاء الفردية، وهي أمور ستكون واضحة أمام الجهاز الفني في محاولة لتلاشيها في الفترة القادمة. يحسب للمدرب في الشوط الثاني أنه تحرر كثيراً من النمط الدفاعي البحت الذي لعب به الفريق في الشوط الأول حتى لا يخسر، فعندما لجأ المدرب إلى جانب من المغامرة وأعطى توازناً للدفاع والهجوم ظهر منتخبنا بصورة أفضل، وهذه المغامرة تمثلت في دخول ثلاثة لاعبين من ذوي النزعات الهجومية، وهم برغش والكثيري وخليل، الأمر الذي يؤكد أن المدرب بعد هذه المباراة لابد وأن يعرف أن منتخبنا بالفطرة يملك إمكانات هجومية يجب استغلالها بدلاً من التركيز على الجانب الدفاعي لمجرد إثبات أن هناك شيء (ما) تحسن في المنتخب. آخر الكلام: نحن أمام حقيقة مهمة للغاية أنه آن الأوان يا سيد كاتانيتش لكي تتحمل الكثير من العناصر الشابة المسؤولية الكاملة، وأن اللاعبين القدامى “حياهم الله”، أعطوا كل ما عندهم في السابق لمنتخب بلادهم.