تعودنا منذ زمن، أن هناك دولاً وأحزاباً وتنظيمات تستخدم الدين، كوسيلة لتبرير غايات مجافية للدين متنافية مع أعرافه وسننه وتشريعاته وأهدافه السامية.. ننظر ما يفعل المستخدمون للدين بالحياة، ما يفعلون بالإنسان والأوطان وماذا يدبرون وكيف يتآمرون، ويصطفون وينحازون إلى جانب أعداء الدين. ننظر كيف فعل هؤلاء بدول كانت آمنة مستقرة على الرغم من أشكال أنظمتها السياسية والتي لم تكن بالمثالية لكنها على أقل تقدير كانت دولاً ذات سيادة، تعيش على الأرض، بأهلها وثرواتها ومنجزاتها، وتاريخها اليوم تحولت هذه الدول إلى شذرات متناثرة، وشرارات مبعثرة، وشظايا تحفر في الجسد، وتحوله إلى قرح متقيحة.. لماذا؟ لأن المدعين ركبوا مطية الدين، وحولوها إلى أداة هدم وتدمير، وإحالة الأرض إلى خراب ويباب وعذاب ورهاب، كل ذلك بحجة الحرية، والحرية التي يدعونها لا تخرج من بين القوسين «حرية الاتجاه الواحد»، حرية عبادة الحزب الواحد، وتقديس أشخاص نصبوا أنفسهم كأصنام لا تمس ولا تجس.. وهكذا مضت قوارب القراصنة كأصنام لا تمس ولا تجس.. وهكذا مضت قوارب القراصنة الجدد، تخوض غمار الفتنة في البحار والديار محطمة الثوابت، ناشرة رعب عصابات الموت، ناثرة زبد أصحابها في وجوه المغبونين والمغلوب على أمرهم. وأمام هذا الاستخدام للعقيدة السماوية السمحة، تقف الإمارات شامخة راسخة، واضحة النهج والرؤية رافعة راية التفاني من أجل الدين، وخدمته في شتى المحافل المحلية والعربية والعالمية، الإمارات تعمل على ذلك، ليس مجرد شعار باهت وفارغ من المعنى، بل تبذل الجهد الجهيد من أجل تكريس واقع إسلامي إنساني، يقوم على المساندة والمعاضدة، لكن المظلومين في العالم، وبدون استثناء أو إقصاء توجه نابع من ثقافة التسامح، وشفافية الرؤية ونقاء السريرة، وصفاء الفكرة، وعالمية الانتساب لإنسانية خالية من الضغينة والكمد، نقية من شوائب الحقد والكراهية، عفيفة شريفة، منيفة، متعافية من شتى النظرات الضيقة.. الإمارات في خدمة الدين إيماناً واحتساباً، وانتساباً إلى إرث قديم قدم نشوء الإنسان على هذه الأرض المعطاء، الإمارات الساعد الأيمن لكل من يهب نفسه في صناعة واقع إنساني لا يعذبه منغص، ولا يكربه متربص، الإمارات تقف على ضفة الحياة لترف على ضمير إنساني، يضع البلسم على الجروح ويروي الشفاه من عطش.. الإمارات لا تنتمي إلى شعار وإنما إلى مرور إنساني يتوجب عليها أن تؤديه بأمانة الأوفياء، ورزانة النجباء ورصانة النبلاء. Uae88999@gmail.com