بعد حيرة بسيطة، قررت أن أتحدث عن بعض أنواع المشجعين الذين شاهدتهم في أنديتنا، فهل تسمحون لي؟ فاهم «غلط»: يعتقد هذا النوع أن عشقه لناديه وحضوره كل مبارياته يعني وجوب الأخذ برأيه والاعتداد بأفكاره واعتماد أطروحاته والإقرار برجاحة عقله، حب النادي وتقديم كل الدعم له لا يعني أنك إداري «فطحل» عزيزي المشجع! المتعصب: يكون مع ناديه في كل شيء، في الغلط والصح، لا يقبل أي رأي على ناديه من أي طرف، لا يقبل أن يفوز عليه منافسه، ولا يقبل أن يحتسب الحكم على فريقه حتى رمية تماس! ولا يقبل أن ينتقد الإعلام الإدارة أو المدرب أو الفريق، ويعتقد أنها حرب ومؤامرة وخطة «ماسونية» للإطاحة بناديه! زمن الطيبين: هذا النوع أحبه، ولكنه يبالغ نوعاً ما، حين يخسر فريقه يتحسر ويتذكر الماضي، وحين يضيع المهاجم فرصة، يستذكر المهاجم الأفريقي في فترة السبعينيات، وحين يخطئ مدرب في تبديل أو خطة، يحدثنا عن مدربه السابق في المراحل السنية وعن ماضي فريقه في الأيام الخوالي، والمشكلة حين تبحث في سجلات ناديه وأرشيفه لا تجد له سوى بطولة وحيدة وغير معترف بها أيضاً! «الزعول»: هذا النوع ينتشر بكثرة في المدرجات، فهو معترض على التعاقد مع هذا المدرب، ومع هذا المهاجم، ويريد التجديد مع كل اللاعبين في القائمة وفي نفس الوقت يريد من النادي التعاقد مع كل نجوم الدوري وإلا فهم -أي الإدارة- لا يعرفون «الشغل»، يعترض أحياناً على نوع العصير في المنصة، وعلى طريقة وضع علبة المناديل، كل شيء عنده قابل للاعتراض، اللهم لا اعتراض! أهم نوع.. الفيلسوف: وهذا النوع بصراحة أهرب منه، فهو يتحدث عن التكتيك، وعن طريقة اللعب.. وعن تبادل الأدوار، وعن الافتراضات الفنية التي يجب أن تحدث، وعن الخطة المناسبة لمواجهة هذا المنافس وعن طريقة الجري.. وأسلوب قطع الكرة، حتى عن طريقة شرب الماء يحدّثك عنه، وإذا صادف أن قال عن افتراض فني وظهر لمرة واحدة صحيح، فأنت على موعد مع الجحيم النفسي وسيرد عليك بكلمة «أنا قلت» طوال المباراة أو ربما طوال الموسم، فلا تكاد أن تخرج من الملعب إلا وأنت قد امتلأ رأسك، لتقرر ترك كرة القدم وكل ما فيها! آخر الأنواع: لا يتحدث ولا يعلق، بل يكتفي بالسمع والمراقبة وأكل «الحب الشمسي».. يرضى بكل شيء، سواء الفوز أو الهزيمة ولا يغضب إلا في حال طلب منه أحد الجالسين «كيساً» من «الحَب» الذي بحوزته! كلمة أخيرة يا ترى أين أنت منهم.. اعترف!