قد تقبل بهذه العبارة عندما يتعلق الأمر بشيء لا علاقة له بالتخطيط المسبق والمدروس، كأن تكون رواية لأديب مغمور طرحت في الأسواق ولقيت إقبالاً غير متوقع، وسجلت مبيعاتها ارقاما قياسية، أو فيلما سينمائيا أو غير ذلك مما يطرح في الاسواق من سلع، بعيدا عن عشاق نظرية ''العرض والطلب''، ولكن ان تكون عبارة ''فاق التوقعات'' مبرراً لإخفاق في أمر يخص خدمات اساسية ومهمة، فذلك ما لا يمكن استيعابه وتبريره· فالمهندس المسؤول عن الإصلاحات بطوارئ الكهرباء في مدينة خليفة (أ) لم يجد ما يبرر به انقطاع الكهرباء عن العديد من البيوت الكائنة في المنطقة القريبة من مركز الدعم الاجتماعي، سوى أن عدد المنازل فاق قدرة وطاقة المحول الذي يغذي المنطقة، مما استوجب تحركا من قبل شركة أبوظبي للتوزيع التابعة لهيئة الكهرباء والماء لأجل تغيير المحول بآخر أكبر يستطيع تغذية عدد كبير من المنازل بالتيار الكهربائي، ويتحمل طاقة اكبر من المحول الحالي· مبرر يرفع ضغط الانسان عندما يسمع هذا الكلام في عز ما نشهده من حر لاهب· وكلنا يعرف أن المنطقة من أحدث المناطق والضواحي السكنية في أبوظبي، وتتميز بأنها ذات تخطيط عصري للغاية، ومعروف عدد المنازل التي ستقام عليها، مما يستبعد اقامة أي مبان بصورة عشوائية فيها، مما قد يباغت الطلب على الكهرباء ويزيد الأحمال على المحولات، كما ان هذه الاشهر من كل عام معروفة ايضا بارتفاع درجات الحرارة مما يضاعف استهلاك الكهرباء· فأين المفاجأة في كل ذلك بحيث يفوق الأمر توقعات مهندسينا الأفاضل؟· ان سوق مبرر كهذا يعني استخفافا بعقول الناس وعدم تقدير احتياجاتهم التقدير الصحيح· وهي مبررات نسمعها من بعض المسؤولين في العديد من المرافق الخدمية والحيوية، وتمثل نموذجا واضحا لما تعتبره هذه النوعية من المهندسين تخطيطا ''بعيد المدى''· وبانتظار المحول الجديد، على السكان التكيف مع هذه المعاناة ''السعيدة'' لشركات التوريد· وكان الله في العون·