نعتز ونفتخر كثيراً عندما نشاهد أحد شبابنا على الفضائيات غير المحلية، يشارك في هذا البرنامج العلمي أو الثقافي أو الرياضي أو الفني الراقي، وفي مختلف المجالات الاخرى، يقدم آراءه وتحليلاته، ولكن ما يكدر صفو ذلك أن بعض هؤلاء الشباب وتحت وطأة عقدة ''النيولوك'' المستحكمة يتنازل ويتخلى عن واحد من أهم مظاهر الهوية وهو زينا الوطني، وأحدث مثال على ذلك، يتعلق باللاعب السابق لنادي النصر ومنتخبنا الوطني لكرة القدم عبدالرحمن محمد الذي ظهر علينا من خلال شاشة شبكة ''شوتايم'' محللاً للدوري الانجليزي منذ السبت الماضي، وقد تخلى عن زيه الوطني الذي كان يحرص على الظهور به خلال مشاركته في برامج مماثلة على شاشات فضائيات عربية اخرى· للوهلة الأولى اعتقدت ان استديو التحليل للشبكة يبث من خارج الدولة، ولكنه يبث من دبي، ولا تجد تفسيرا لتخلي المرء عن زيه الوطني وهو في بلده سوى الرضوخ لمنطق ''المخرج عاوز كده''، أم أن تحليل الدوري الانجليزي يختلف عن الخليجي أو العربي، وكل له تحليلاته التي يجب أن تنطلق من دون ''عقال''؟· ونقول لكل من لا تستوقفه مسألة المظهر هذه، إننا يجب أن ننظر اليها باعتبارها اساسية في بلد تحرص قيادته السياسية على التأكيد في كل مناسبة على ضرورة التمسك بالهوية الوطنية وإبرازها، استشعارا وإدراكا للأهمية القصوى لموضوع الهوية في مجتمع تتهدده مخاطر جمة غير خافية على أحد· وعندما نركز على مظهر هؤلاء الشباب من خلال الشاشات، انما ننطلق من افتراض كونهم قدوة للجيل الرياضي الجديد، خاصة عندما تجيء من نجم كانت له إسهاماته مع إخوانه من جيل العصر الذهبي لكرة الامارات والذين وصلوا بها الى ''مونديال ''90 في ايطاليا· وننصح أمثال هؤلاء بألا يعميهم بريق العقود مهما كان عن التمسك بزيهم الوطني وهويتهم الاماراتية، وعندها سيتضاعف إعجابنا بكم واعتزازنا وفخرنا بما تقدمون، ونرفع لكم ''عقالاتنا'' تقديرا وامتنانا·· وحتى ذلك الوقت نتمنى أن يتخلصوا من عقدة النيولوك''!·