في كتيب رشيق وأنيق، أصدره مكتب ثقافة احترام القانون، وبست لغات، تضع الإمارات نفسها كتاباً مفتوحاً مشروحاً، واضحاً أمام كل إنسان تطأ قدماه هذه الأرض، وبخاصة العامل الذي جاء ليكسب لقمة عيشه.. الكتيب المذكور، يضع أمام العامل حقوقه واضحة، وواجباته صريحة، لا تضمين فيها ولا تخمين، ولا تأويل، ولا تهويل.. ويجد العامل في هذا الكتيب، خيط الضوء الحريري، ينسحب على جبين الوعي، بلغات جاءت مفرداتها أنصع من الثلج، وبلغت جملها مبلغ الأجنحة الشفافة على القمم الشم. ومن حقوق العامل، كما جاء في الدستور، وكما تضمنه الكتيب، أن يتمتع الأجانب بالحقوق والحريات المقررة في المواثيق الدولية، والمعاهدات والاتفاقيات، ومن هذه الحقوق، الحق في ممارسة الشعائر الدينية والحق في عدم المساس بالكرامة. ومن واجبات العامل في أنه يجب أن يعلم بأن دولة الإمارات العربية المتحدة وهي تستقبله بحفاوة وكرم وأخلاقيات إسلامية، فليس معنى ذلك أنه مسموح بمخالفة تشريعاتها أو المساس بعاداتها وتقاليدها وتراثها.. هذه الخطوط الحمراء يضعها الكتيب أمام العامل لأنه ولابد أن يكون الالتقاء مع الآخر على قواسم مشتركة، ولابد لهذا الآخر أن يحترم الأرض التي تستقبله، وأن يعي واجباته تجاهها، كما من حقه أن يفهم حقوقه، وهي ثوابت بنيت عليها سياسة الإمارات، ونشأت على أساسها نهضتها الحضارية. كتيب “العامل حقوق وواجبات” يزخر بمعلومات مهمة، كما أنه ازدهر بفهم ووعي الجهة التي عملت على إبرازه وتوزيعه على من يعنيهم الأمر، وهم من العمال الذين يعيشون بيننا ويشاركوننا في بناء الوطن، وتشييد أركانه في جميع مناحي ونواصي الحياة. في سياسة الإمارات، يلقى العامل كافة الحقوق ويحظى بأدوات النجاح والنجاة، ما يجعله يتمتع بحياة مستقرة وهانئة، ومطمئنة، الأمر الذي يفرض عليه واجب التفاعل، بصدق وأمانة ورزانة من دون الإخلال بالثوابت ومن دون تعريض القيم الإنسانية العليا التي تسير عليها الدولة، لأي إساءة أو بذاءة أو خطأ. الإمارات، وهي تمضي قدماً بالإنسان دائماً تضع هذه القيم موضع الرمش من العين، وموضع القلب من الجسد، لذلك فإن الإرشادات التي جاءت بكتيب “العامل حقوق وواجبات” لها إضاءة وإشارة، بالأخضر والأحمر، ليعرف العامل إلى أين يتجه بسلوكه وإلى أين يمضي بمشاعره من دون الإفراط أو التفريط. بهذا الكتيب يستطيع العامل أن يقف على النقاط السوداء، فيتجنبها، وأن يضع قدميه على الأرض الخصبة التي تعينه على الاستمرار في العيش من دون منغصات أو منكدات، أو مكدرات، كما أنها تنبهه بعدم الوقوع في الأماكن الطينية الرخوة، التي قد تغوص به في مهالك، ومزالق. حقيقة الكتيب، تؤشر إلى نباهة ووعي، ونصوص رؤية..