للفوز الحقيقي والتفوق ''المتعوب عليه'' مذاق خاص وطعم ممتع، لا يتذوقه أو يشعر به الا من سعى لأجل تحقيقه بكل جد ومثابرة واجتهاد حقيقي، وكابد الصعاب ليرقى الى المركز الاول ويبلغ خط النهاية، خط التكريم واستلام الراية· اما من لا يتعب ولا يكد ليضمن مكانه بين صفوة الفائزين، فهو كالذي يبتاع لنفسه كأسا من ''سوبر ماركت'' للرياضة أو درجة علمية من تلك ''الأكشاك'' التي تطلق على نفسها جامعات!· معان برزت فيما كانت تتراءى أمامي مشاهد تمنيت لو شاركني متابعتها مسؤولو الهيئة العامة للشباب والرياضة، واتحاد كرة القدم· وكذلك انصار التجنيس الرياضي· كانت المشاهد من بطولة العالم لألعاب القوى التي تحتضن فعالياتها حاليا مدينة أوساكا اليابانية لعداء يركض لصالح اشقاء فتحوا الباب على مصراعيه للتجنيس الرياضي· العداء حقق المطلوب منه وانتزع مركزا متقدما، ولكنه كان انجازا بلا رائحة أو نكهة أو لون، وحتى عندما حاول رجال الاعلام استصراحه كان يرد بابتسامة تكشف عن سن أمامية مكسورة وفق طقوس قبائل ''الماساى والقيلوا'' الكينيتين، لم يكن يتحدث لغة البلد التي كان يبحث عن علمها، وحتى عندما كانوا ينادونه باسمه الجديد لا يرد لأنه لم يحفظه أو لم يعتده بعد· ولاشك أن الوضع كان سيصبح مختلفا لو جاء الانجاز من صنع انسان ارتبط بأرض شرفته لحمل علمها وانصهر معها وبها، ليصبغ ذلك الفوز والإنجاز معنى مختلفا ومذاقا طيبا راقيا· ونشد على أيادي أولئك الرجال في اتحاد كرة القدم الذين حالفهم التوفيق، وخرجوا قبل فترة بتلك القرارات الخاصة بقبول ابناء المواطنات والمقيمين المولودين في الدولة في مسابقات الاندية، ولكن يبدو أن تنفيذها يتعثر لوجود المروجين والمنتفعين من سماسرة استيراد ''الجاهز'' الخارجي الذي لن يقدم سوى فوز خال من فرح حقيقي· ولأجل ذلك نقول للجميع استعيدوا لقطات اوساكا امس الاول لعل في الاعادة افادة، وياليت قومي يدركون، ومن ''خليجي''19 يتعلمون·