ما كشفته وزارة الشؤون الاجتماعية على لسان مديرها العام حول الحاصلين على المساعدات من الوزارة والذي قال فيها إن ثلث من يحصلون على هذه المساعدات قادرون على العمل، أي أن 13000 شخص من 38 ألف شخص هؤلاء يتقاضون مساعدات اجتماعية وهم قادرون على العمل.. إذاً أين المشكلة؟ نقول وبكل صراحة لو أنه يوجد هناك شيء من العلاقة والقواسم المشتركة في التعامل مع هذه القضية بين وزارة الشؤون والوزارات الحكومية والقطاع الخاص لما بدرت مثل هذه القضايا التي أولاً منها ما هو معطل لطاقات وقدرات شريحة مهمة من المجتمع، وثانياً هي تقود وبقوة إلى صناعة فئة اجتماعية متواكلة، متكاسلة لا تريد أن تبذل جهداً طالما وجد من يقوم بالواجب حتى وإن كان ذلك على حساب المال العام والذي كان بالإمكان الاستفادة منه في مشاريع تنموية أخرى تفيد الوطن وتساعده على مزيد من الجودة في الخدمات.. أما أن نسمع الصرخة اليوم وبعد أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، فهذا يؤكد وبوضوح وجود خلل، بل هوة واسعة ما بين الوزارات الحكومية ومعها القطاع الخاص.. وهنا أريد أن أتحدث عن القطاع الخاص، هذا القطاع السلبي الذي لا يفيد صديقاً أبداً، هذا القطاع المستفيد الأول من خدمات البنية التحتية وما تقدمه الدولة من تسهيلات وإمكانات ساهمت إلى حد كبير في تنامي قدرات القطاع الخاص وتشعب استثماراته، وكان من الواجب على هذا القطاع أن يقوم بدوره الوطني وأن يساهم في البناء واستقطاب الكوادر البشرية الوطنية وتأهيلها وتدريبها لتكون شريكاً فعلياً في بناء الوطن ولتشارك مشاركة جادة في صناعة نمو الوطن.. ولكن وللأسف فإن هذا القطاع وبكل ما يمتلكه من طاقات هائلة أسسها على حساب طاقة الوطن لم يقدم ما يبيض الوجه ولم يسهم في رعاية بعض المشروعات التنموية، ولم يفكر حتى في وضع استراتيجية للمشاركة وكأن هذا القطاع يعمل على أرض غير أرض الإمارات، وكأن هذا القطاع لا علاقة له بما يجري في هذا الوطن، ونسي هذا القطاع أنه لو فكر على المدى البعيد فإن كل الكوادر البشرية التي ستخرج من بين يديه ستكون طاقات مشاركة في النهوض باستثماراته، وهي طاقات قادرة إن توافرت لها وسائل التدريب العلمية وإن توافرت النوايا الحسنة في التعامل مع قضية ذات أهمية قصوى للجميع.. ولكن أن نسمع الصرخة متأخرة من قبل وزارة الشؤون فهذا يعني أن هناك حسرة وأن هناك ألماً لابد من إزالته بأدوات علمية واعية ولا نريد أن نستجدي القطاع الخاص، بل إن كل ما سيقوم به هو دور لابد من تأديته بصدق وأمانة. marafea@emi.ae