في غضون أيام قلائل مرت تابعنا حظر عدد من دول منطقتنا الخليجية لمنتجات صينية الصنع تمثل خطراً على الصحة العامة، ولعل أحدث هذه المنتجات التي تمت مصادرتها ومنع دخولها الأسواق أنواع من معاجين الأسنان· وقبل ذلك قامت السلطات في أميركا بمصادرة ومنع دخول كميات هائلة من لعب الأطفال الى أراضيها بحجة وجود نسبة عالية من مادة الرصاص تشكل خطورة على صحة الأطفال، ووجود قطع صغيرة في هذه الألعاب قد تتسبب في اختناق الأطفال الذين يلعبون بها وتؤدي الى وفاتهم· من جانبها دعت الصين عدداً من المسؤولين وكبار الموردين الأميركيين إلى زيارة مصانع إنتاج اللعب للاطلاع على سلامة منتجاتها في مسعى لحماية هذه الصناعة التي تدر مليارات الدولارات على البلاد· قد يتبادر لأذهان البعض أن ما يجري جزء من حرب تجارية بين البلدين، ولكن ما يعنينا في الأمر هو تعزيز دور جهات الرقابة على سلامة ما يدخل الى أسواقنا، خاصة وأن هذه الجهات لا تتحرك في أغلب الأحوال إلا بعد ورود التقارير الخاصة بسلامة هذا المنتج أو ذاك من جهات خارجية وعلى رأسها وكالة الأغذية والأدوية الأميركية· كنا نريد أن نسمع شيئاً مطمئناً من جهاتنا الرقابية عن سلامة لعب الأطفال في أسواقنا والغالبية العظمى من هذه اللعب صينية المنشأ· وعلى الرغم من وجود هيئات للمواصفات والمقاييس على المستوى الخليجي إلا أن المعايير التي تضعها في واد والسلع التي تتوافر في الأسواق في واد آخر· وتابعنا بالأمس القريب تحذيرات الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من بيع السلع التي تتضمن مادة الميلامين لثبوت خطرها على الصحة العامة، ونعرف أن غالبية المواد المنزلية وبالذات من الأطباق والصحون المتوافرة في الأسواق مصنوعة من هذه المادة وأغلبها يرد ايضا من الصين التي تستأثر بضائعها وسلعها بنصيب الأسد في الأسواق· إن أجهزة الرقابة على الأسواق مدعوة إلى تعزيز وتكثيف جهودها لطمأنتنا على سلامة ما يصل إلينا لا أكثر ولا أقل·