تحتضن عاصمتنا الحبيبة أعمال قمة أبوظبي للإعلام التي تنطلق اليوم تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بمشاركة العديد من خبراء صناع الإعلام من مختلف الأنحاء. وتجيء استضافة القمة الإعلامية تأكيداً للمكانة التي تحققت للعاصمة وهي تحتفي بصورة تكاد تكون يومية بالعديد من الفعاليات العالمية المتنوعة تتناسب ومركز الاستقطاب السياسي والمالي والاستثماري والسياحي الذي أصبحت عليه. وعندما تنظم أبوظبي هذا الحدث الإعلامي الكبير، فإنما يعبر عن الثقل الذي أصبحت عليه في صناعة الإعلام من خلال شركة أبوظبي للإعلام والاستثمار المتعدد لها في مختلف قطاعات هذه الصناعة، وبالذات في مجال الإعلام الجديد وتوظيف التقنيات والأدوات الجديدة في مجال يـُعنى في المقام الأول بالإبداع وارتياد ميادين وفضاءات غير مسبوقة، وبالأخص في مجال الإعلام الرقمي. وفي هذا التجمع الذي يعد الأول من نوعه حجماً ومستوى في المشاركة تتطلع أنظار المشاركين ولا سيما اللاعبين الكبار في صناعة الترفيه والإعلام لما تمثله السوق الواسعة التي يمكن خدمتها بالاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز لأبوظبي، والبنى التحتية الملائمة وهي توفر أرضية مناسبة للانطلاق نحو تلك الأسواق التي يتوقع الخبراء أن تصل عائدات هذه الصناعة نحو مئة مليار درهم بحلول العام 2013، بينما سيرتفع عدد المشتركين في شبكات الإنترنت بنحو ثلاثين في المئة سنوياً خلال السنوات الأربع المقبلة. إن استضافة حدث بهذا الحجم والمستوى يصب في إطار تعزيز وتجسيد رؤية أبوظبي 2030، واستراتيجية رؤية قيادتنا الرشيدة بتنويع مصادر الاقتصاد وتعدد موارده. وقد حرصت شركة أبوظبي للإعلام على الدخول في شراكات استراتيجية مع لاعبين مؤثرين في صناعة الإعلام والترفيه، كما وفرت أبوظبي الأرضية الصلبة لتحقيق الانطلاقة المنشودة لهذا القطاع والدور المأمول منه، ولعل مراكز مثل منطقة أبوظبي الإعلامية وما تضم من أذرع وأفرع في مقدمتها “تورفور54” التي وضعت نصب عينيها عند ولادتها العمل على تطوير إعلام عربي راقٍ، يقوم على تقديم رسالة ومضمون ترفيهي يخدم القيم التي يقوم عليها مجتمع المنطقة، وذلك من خلال أكاديمية التدريب التابعة لها وتضم مركز إنتاج احترافياً بالاشتراك مع فرع الإنتاج التابع للمنطقة التي اشتق اسمها من إحداثيات الموقع الجغرافي لمدينة أبوظبي (خط العرض 24 شمال وخط الطول 54 شرق). وهناك أيضاً أكاديمية السينما وغيرها من المرافق، وما هي إلا أمثلة على قوة التصميم ووضوح الخط المتعلق بهذا الأمر. كما أن هناك جانباً مهماً آخر يتعلق بتنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال إيلاء التدريب ورعاية المواهب عناية خاصة بصورة تتكامل مع التصورات المتعلقة بالدور النشط والمتميز الذي تنهض به أبوظبي اليوم في مجال هذه الصناعة ذات التحديات المتعددة، وهي في حالة نشاط مستمر يتكئ في المقام الأول على القدرات الإبداعية التي تضفي الجديد لتقديمه إلى الملايين من متابعي صناعة الترفيه والإعلام في مختلف مناطق العالم. إن اعتزازنا باستضافة عاصمة إمارات الخير والمحبة لهذا الحدث الإعلامي غير المسبوق في منطقتنا ما هو إلا تعبير عن انتقال دور أبوظبي من مستقبل إلى شريك كامل التأثير في صناعة الإعلام والترفيه.