عندما نتزوج وننجب أبناء ندخلهم المدارس ونحثهم على العلم والمعرفة ونتمنى لهم أن يكونوا أفضل منا·· ولكن نرتكب خطا جسيما عندما نحاول أو نخطط لهم حياتهم ومستقبلهم على كيفنا أو هوانا ودائما نطلب منهم أن يكونوا إما أطباء ''دكاترة'' أو مهندسين أو محامين أو طيارين وكأن بقية المهن ''هي عّرة'' أو عالة على المجتمع··· لهذا توارثنا هذه الصفة من آبائنا الذين توارثوها عن آبائهم ولهذا ترى البعض يقدم لك ابنه بكل فخر على أنه دكتور أو استاذ جامعي ويقولها بصوت عال ولكنه يقدم لك إبنه مدرس التربية الرياضية أو معلم الإبتدائي بصوت خفيض وكأنه يخجل من هذه المهنة· وصدقوني واتحدث لكم عن تجربة شخصية إن تعليم المراحل السنية أصعب بمليون مرة من التعليم الجامعي الذي مارسته سنوات طويلة ولكن كنت أجد الفرق عندما يطلب مني أحدهم أن أوجه أو أعلم شابا صغيرا المبادئ الأساسية للغة الإنجليزية التي تخصصت في آدابها··· لهذا تجدنا عندما نغضب على نجم كبير اتجه للتدريب نضعه مدربا للأشبال أو الناشئين وكأن هذه الفئة يتم معاقبتها باسناد مهمة تعليمها لمن هم أقل شأنا من الأسماء البراقة التي نخص بها ''فئة الرجال وبشكل أقل فئة الشباب''·· حتى الأسماء الكبيرة ترفض هي الأخرى أن تدرب الفئات العمرية وترى فيه انتقاصا من مكانتها وسمعتها·· هي حلقة مفرغة إذن من الشعور بالدونية عندما يكون الأمر متعلقا بالأشبال والناشئين وكأن هذه الفئة يجب أن يتم إلغاؤها من القاموس·· رغم ان أفضل إنجازاتنا كعرب كانت مع هذه الفئات فسوريا مثلا لم تحرز لقبا آسيويا في تاريخها إلا مع الشباب عام 1994 في إندونيسيا وحلت وصيفة عام 1988 في قطر خلف العراق·· وعام 2000 في إيران أي ان العراق هو الآخر نال أول ألقابه الآسيوية في هذه الفئة تحديدا والسعودية نالت أول كأس للعالم في تاريخها مع فئة الناشئين عام 1989 في إسكتلندا والإمارات توجت إسماعيل مطر كأفضل لاعب في كأس العالم للشباب التي استضافتها عام 2003 ·· ومع هذا نضع لهذه الفئات مدربين '' نص نص'' ونبخل عليهم بالأسماء والمعسكرات ''الحقيقية'' وحتى بالزخم الإعلامي فقط لأنهم مازالوا في أول السلم· حقا إننا نقزم أحلام صغارنا ·· هؤلاء الصغار الذين رسموا ويرسمون فرحتنا ''نحن الكبار'' لا بل ندعي أننا شركاء في هذا الفرح·