هل يمكن أن يمر أمام ناظرينا مرور الكرام الخبر الذي تداولته الصحف المحلية مؤخرا عن حكم محكمة جنايات دبي بسجن طالبة مواطنة لم تتعد التسع عشرة سنة، لمدة سنة بعد إدانتها بحيازة مخدر الحشيش بغرض الاتجار به، وبُرِّئ من القضية ذاتها شاب مواطن لم يتجاوز هو الآخر العشرين ربيعا؟!· خبر استوقف كل من قرأه لعدة أسباب، ولكن أهمها وأقواها صغر سن المعنيين به سواء الفتى أو الفتاة، و يشير الى حجم استهداف شبابنا من قبل عصابات الاتجار بهذه السموم· ولا يكاد يمر شهر على أبعد تقدير من دون أن تعلن ادارات الشرطة في هذه المدينة أو تلك من مدن البلاد عن ضبط كمية ''معتبرة'' من المخدرات على اختلاف انواعها المهلكة والقاتلة، وتساقط تجار ومروجي السموم بهذه الدرجة يدل على إصرار هؤلاء للايقاع بشبابنا، وهم يعتبرونهم صيدا سهلا وثمينا بفضل ما أنعم الله به علينا من مستوى معيشي رغد، وتوافر هؤلاء الشباب على وقت فراغ طويل يحاول رفاق السوء التسلل منه وإغراؤهم باستغلاله فيما يضر بهم وبمجتمعهم· كما أن هذه الواقعة غير المألوفة في مجتمعنا والدخيلة عليه، تقودنا للحديث مجددا عن دور الاسرة في تحصين ابنائها بالحرص على متابعتهم في المدرسة وخارج المنزل، ومع من يختلطون ويخاللون، فبعض الآباء والأمهات - وبزعم ملاحقة ايقاع الحياة - أوكل أخطر مسؤولياته في متابعة وتربية ابنائه للخدم وللشارع الذي لا يرحم، وقاد ذلك لظهور قصص ووقائع وحوادث لم نكن نسمع بها إلا في صفحات الجرائم والحوادث في مجتمعات بعيدة عنا كل البعد، أو كنا نشاهدها من خلال الأفلام الاميركية والغربية· ونحن إذ نحيي العيون الساهرة من رجال الأمن للجهود الكبيرة والملموسة التي يقومون بها لدرء كل خطر عنا، نذكر كل منا بأنكم '' كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته''، وانتبهوا أيها السادة لأغلى أمانة موضوعة بين أياديكم·