منذ حوالي أربعة مواسم وأنا أكرر استخدام هذا العنوان في بداية كل موسم عند الحديث عن برنامج المسابقات المحلية بسبب كثرة التوقفات التي تطال هذه المسابقات وتفقدها الكثير من قوتها وزخمها·· الموسم الحالي ليس استثناء لهذه القاعدة التي نعيشها منذ عدة مواسم، صحيح أن العادة جرت على نقد الموسم بحدة في البدايات، لكن مع توالي الجولات والتفكير في وضع المنافسة على القمة وفي دائرة الهبوط ينسى معظم المتابعين والمشاركين البرنامج المهلهل· ''شوية'' إثارة تحصل في بعض المباريات وفي نهاية المسابقة مع اشتداد رحى المنافسة وتعاظم دائرة الخطر من الهبوط تغطي على كل السلبيات، ومعها تنقلب الأحوال رأساً على عقب، وبدل النقد نسمع من يقول إن دورينا الأفضل على مستوى الوطن العربي·! مع العلم أن الإثارة رغم حلاوتها شيء والمستوى شيء آخر، لكن هذه هي العادة العامة التي تحكمنا والتي ندور في فلكها بلا كلل أو ملل، احتجاج في البداية وحالة نسيان في النهاية وعوده إلى نفس السيناريو في كل موسم بلا تغيير ولا تجديد· أعتقد أن المشهد هذه المرة سيكون مختلفا قليلا ودائرة الامتعاض من البرنامج ستستمر لغاية النهاية، والسبب أن أبرز سلبية في البرنامج ستظهر في المرحلة الأخيرة من عمر مسابقة الدوري· الفترة الحاسمة من الدوري والتي ستشهد تتويج البطل وتحديد الهابطين ستقام في شهري مايو ويونيو في عز دخول فصل الصيف، دون أدنى اعتبار لصعوبة إقامة المباريات في هذه الفترة من السنة· إذا كنا نتفق على أن إقامة المنافسات في الحر غير مستحبة بشكل عام، لكن يمكن تجاوزها في البدايات عندما تحكم الظروف على اعتبار أن فرصة التعويض متاحة والأعصاب مازالت هادئة، فإن الوضع يتغير كليا في مرحلة الحسم· الكل يعلم أن الثلث الأخير من مسابقة الدوري يعتبر أصعب مرحلة في مشوار المنافسة و تشتد فيه الضغوط على اللاعبين والفرق، وتحتد فيه أمزجة الإداريين والمتابعين· فهل يعقل أن يزيدها برنامج الموسم صعوبة بإقامتها في عز الحر والرطوبة· أي مستوى وأي إثاره ننتظر حصولها، وأهم فترة من فترات المنافسة ستقام في وقت ليس من الإنسانية في شيء أن تقام فيه المباريات·