بالأمس دعيت أن نستغل فرصة تغيير الرأي في الدنمارك لصالح قضية الرسوم المشبهة للرسول الكريم، وعلينا اتباع أسلوبه الشريف في الرد على الخصوم واستمالتهم لصف الحق، لكن الحماسة الزائدة والجاهلة التي تغشي العين، وتغلف القلب جعلت من أفراد ينتمون ظاهراً للإسلام أن ينوبوا عن المسلمين، ويقرروا أن يغتالوا الرسام، فما كانت من الصحف السويدية هذه المرة إلا أن قامت بإعادة نشر الصور من جديد، دفاعاً عما يعتقدون أنه حقهم، وإن تطورت الأمور، وظهرت فرق الاغتيال، ستكبر القضية، وستنشرها بلدان أخرى، حينها سنخرج من لعبة إدارة الأزمة خاوي الوفاض! ولربما لموت شيخ الأزهر، أكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامي، والذي اتصف بالوسطية، والتفكير الجديد، ونشر مسألة التسامح، وفهم الآخر، ونبذ العنف خسارة أصابت معقل المتنورين، والداعين لوسطية الأمور، وعدم التشدد، وتكفير الآخر، وإقصائه بالعنف، وكأن الدين لفئة، والآخرون هم الفئة الضالة، وكأن الله وجنته حكر عليهم، والآخرون هم الجحيم! تطرقت لطريقة تعاملنا مع أزمة نشر الرسوم المسيئة، والموت المفاجئ لشيخ الأزهر والذي يمثل هو ومؤسسته الإسلام كما ينبغي أن يتبع وينتشر - وإن كان هذا الكلام لن يعجب من فقد البصر، بعد أن غابت البصيرة، وقد يرجمني بحجر الخطيئة، وقد لا يترحم على الشيخ الجليل، وهذا من طبيعة الجهلاء ضد أولي الألباب- وأربطهما بموضوع تحدثت فيه عن معرض أبوظبي للكتاب، وأشرت لظاهرة اختفاء الكتب “الدينية” وأقوّسها دلالة البعض لا الكل، والتي أرى أنها مشبوهة، ومبثوثة من جهات نعرفها، وتعرفها مؤسسات الوطن، هدفها تجنيد صغارنا، وإلباسهم ثوب التقوى التفجيري والتكفيري لمحاربة المجتمع والوطن، وهدم المنجزات بتغيير الولاءات. ولأن الجهل بحاره عميقة، والجهلاء المتحمسون دون وعي ولا تفكير يتكاثرون في كل مكان، وهدفهم الهدم لا البناء، والتكفير لا التفكير، شنوا هجوماً الكترونياً ليخلطوا الغث بالسمين، ويدسوا العسل في الدسم من أجل إقناع الآخرين البسطاء بأن هجومي على الكتب الإسلامية، والفكر الإسلامي، وهم أول أعداء الفلسفة الإسلامية التي غزت أوروبا بأنوارها، وحاربوها في مدارسنا ومناهج تعليمنا! لعشاق المنتديات احذروا الجهلاء، وغرباء الموطن، المقنعين بستر الدين، مبدياً بعض الحقائق عن بعض ما كان يجري خلف كواليس معارض الكتاب عندنا في البداية، بعض الكتب والتسجيلات المشبوهة كانت توزع شبه مجاني لأنها مدعومة ومدفوعة، وتخدم توجهات دول بعينها، بعض العارضين وأكشاكهم يتبعون جماعات “دينية” يخلطون الدين بالدولة، ولم يكونوا أبرياء، بعض الكتب تبشر بدعوات تتستر بالدين، وهي تهدم الدين من الداخل، هناك شبكة كانت تراقب ما يعرض في معارض الكتاب عندنا لتقيس التوجهات في البلد.. ولا أزيد!!