قامت “مواقف” مؤخرا بإعادة طلاء شوارع في منطقة الخالدية بالعاصمة من تلك التي ستخضع لنظام المواقف المدفوعة. وقد جاء إعادة الطلاء بعد أن بهت اللون السابق الذي مضى عليه أشهر من دون أن يطبق النظام بعد أن تم تركيب آلات التحصيل، وطلاء شوارع المنطقة بألوان الأبيض والأسود والتركواز. الجديد في هذه المنطقة أن “مواقف” أعادت توزيع الخطوط البيضاء بحيث تكون مائلة بدلاً من أن يكون الخط بشكل قائم، بعد أن اكتشفت أن ذلك سوف يساعد على استغلال أكبر مساحة ممكنة من مواقف السيارات. قبل هذا قامت “مواقف” بصبغ ضفة من الشارع المحاذي لجامعة زايد بالأبيض والأسود والضفة الأخرى من نفس الشارع بالأسود والتركواز، أي أن ساعة الوقوف في الجانب الأول تكلف ثلاثة دراهم والثاني بدرهمين من دون أي تفسير لهذا التباين في الشارع الواحد. مثالان يضافان لما يجري من إجراءات لمنفذي النظام الذي يحمل فكرة وممارسة حضارية لتنظيم مواقف السيارات في العاصمة، ولكن شابته مشاكل بسبب طريقة التنفيذ التي لا يرى أصحابها في النظام سوى صبغ الأرصفة ووضع آلات التحصيل ونشر المراقبين لتحرير المخالفات. وعندما يزور المرء مركز خدمة “مواقف” يلمس مقدار التذمر من تلك الممارسات التي أفرغت النظام من المحتوى الحضاري المنشود منه. وقبل يومين كنت في احد تلك المراكز، وكنت حريصا على الاستماع من الجمهور مواطنين ومقيمين عن تفاعل مع النظام ينم عن قناعة به، ولكن الحديث كان عن الأزمة التي تسبب فيها القائمون على تطبيق النظام، خصوصا في المناطق السكنية، حتى الموظفين في المركز لا يوجد على لسانهم من تبرير سوى أنها “أوامر”، وبأن المواطن سيمنح خمسة مواقف مجانية أمام فيلته، وهم لا يدرون أن زملاءهم صبغوا مداخل فلل المناطق السكنية بعلامات ممنوع الوقوف، وتركوا أماكن قليلة محدودة ستكون محل تسابق بين السكان لمن سيتمكن من الوقوف فيها أولا. وكنت أتوقع من القائمين على نظام “مواقف” انفتاحا شفافا على الإعلام وتتبع ما يطرح ويعبر فيه عن معاناة السكان، ولكنهم صموا آذانهم عما يجري، لأنهم يرون أنفسهم الطرف الأقوى القادر على فرض الغرامات وسحب السيارات تنفيذا للقانون. ومن هنا كان ترحيبنا بالخطوات الجديدة لإسناد النظام الى إدارة جديدة قادرة على تطبيق الفكرة الحضارية بأسلوب حضاري واع لطبيعة الأزمة الناجمة عن وجود عشرات الآلاف من السيارات في مدينة تعاني أزمة حقيقية في المواقف مع ما يتطلبه ذلك من إيجاد البدائل والحلول بدلا من معاقبتهم على أزمة لا يتحملون وحدهم أسبابها وتبعاتها. فإدارة “مواقف” تعاملت مع الجمهور كالذي ألقي في اليم وقالوا له إياك والبلل. لقد كانت فكرة تنظيم المواقف لا سيما في المناطق التجارية موضع دعوات مبكرة من خلال هذه الزاوية، وعندما طبقت لاقت ترحيب الجميع، لأنها قضت على الوقوف العشوائي وسوء استغلال المواقف العامة. إلا أن التطبيق في المناطق السكنية شابته أخطاء تتطلب شجاعة الاعتراف للتصحيح. علي العمودي | ali.alamodi@admedia.ae