نعم إنه دوري مختلف إلى حد كبير عما سبقه في تاريخ المسابقة الذي يمتد عبر 34 عاماً· وأوجه الاختلاف كثيرة ومتعددة، فالأجنبي الثالث يظهر لأول مرة في ملاعب المسابقة تطبيقاً لقرار الثاني والعشرين من مايو عام ،2007 كما أن التجاوب والتفاعل مع اللوائح الدولية خلق أجواء كروية غير مسبوقة، حيث تحرر اللاعبون من العبودية وأصبح العقد المبرم بين النادي واللاعب هو شريعة المتعاقدين، مع الاحتفاظ بحقوق وواجبات الطرفين في تلك المنظومة الكروية التي عانت طويلاً من دورانها في حلقة مفرغة، إلا أن جاء طوق النجاة من الفيفا ليجد لاعبو الإمارات أنفسهم أمام واقع جديد أسهم بدور فاعل في إعادة ترتيب أوراق أندية المسابقة، ولن تكون مفاجأة إذا شاهدنا بعض الفرق بخوض دوري 2008 بتشكيلة تختلف بنسبة لا تقل عن 90 في المئة من تشكيلة الموسم الماضي! والاختلاف أيضاً يرتبط بذلك العدد الكبير من اللاعبين البرازيليين والإيرانيين الذين استقطبتهم المسابقة، بعد أن سجل ممثلو الكرتين البرازيلية والإيرانية نجاحاً لا ينكره أحد في الموسم الماضي· وتتزايد معدلات الاختلاف أيضاً في تلك الضبابية التي تغلف أجواء آلية الصعود والهبوط، فالمسابقة تنطلق الليلة دون أن يتعرف أحد على أسلوب صعود الفرق من الدرجة الثانية وهبوط الفرق من الدرجة الأولى لا سيما أن كل فرق المسابقة إنضمت لقافلة دوري المحترفين الذي ينطلق الموسم المقبل، بما في ذلك نادي حتا وهو آخر من لحق بقطار المسابقة الجديدة، فضلاً عن فريقين من الدرجة الثانية هما بني ياس ودبي، ولعلها المرة الأولى في تاريخ المسابقة التي تبدأ فيها المباريات دون كشف النقاب عن آلية الصعود والهبوط مما يعني أن الـ12 نادياً سيتنافسون على مركز واحد سعياً لإنتزاع لقب البطولة وفيما عدا ذلك، وحتى إشعار آخر فإن بقية الفرق من الثاني وحتى الثاني عشر لن يتهددها شبح الهبوط! دوري 2008 مختلف أيضاً في الظروف والملابسات التي تحيط به حيث تتوقف المسابقة 13 مرة كما أن أول ثلاث جولات ستقام في 3 شهور مراعاة لظروف المنتخب الوطني الذي تنتظره مواجهة محفوفة بالمخاطر أمام فيتنام في الدور التمهيدي لتصفيات كأس العالم· عموماً نتمنى لجماهيرنا الكروية أن تستمتع بآخر نسخة لدوري الهواة والتي من شأنها ان تهيء الأجواء لاستقبال المولود الجديد في كرة الإمارات والذي يحمل مسمى ''دوري المحترفين''· في أول محاولة خسر فريق شونبوك الكوري فرصة الدفاع عن لقبه عندما خسر في ربع نهائي دوري أبطال آسيا ذهاباً وإياباً أمام فريق أوراوا ريد الياباني ولم يستمتع حامل اللقب بالبقاء في أجواء البطولة سوى لمباراتين فقط، لعبهما في ربع النهائي وخسرهما ليودع المسابقة غير مأسوف على شبابه!