أسبوع المرور السادس والعشرين الذي ينطلق غدا تحت عنوان «احذر أخطاء الآخرين» بات تقليداً خليجياً بامتياز، وخلال السنوات الـ25 الماضية، ساهمت فعاليات هذا الأسبوع في الحد من الحوادث، وتثقيف مستخدمي الطرق بالصورة التي تحفظ الأرواح والأموال. والآن، وبعد هذا العدد من الأسابيع المرورية بات المواطن الخليجي، وكل من يعيش بهذه البلاد، يملك ثقافة مرورية متميزة تسهم بلا شك في تقليل نسبة الحوادث على الطرق، والتي أكدنا في مقال سابق أنها لا تمثل ظاهرة قياساً بعدد الحوادث التي تشهدها طرق دول أخرى تتشابه في ظروفها مع بلادنا. ويعرف كل مستخدمي الطرق في جميع أنحاء العالم أن أخطاء الغير تعتبر السبب الرئيسي لنسبة كبيرة من الحوادث التي تشهدها الطرق، واللافت في أسبوع المرور الخليجي، هو تفاعل العديد من فئات المجتمع التي تشارك في هذه المناسبة، وهو ما يعبر عن وعي تام بأهمية تأمين مستخدمي الطرق، ففي هذه المناسبة يشارك طلاب المدارس وجمعيات النفع العام والجمعيات المهتمة بالتراث إلى جانب جميع أجهزة الشرطة ومسؤولي تخطيط المدن والطرق في الفعاليات، والتي تنتهي بتوصية تكون محل تقدير من الجهات التنفيذية. فلم تعد هذه المناسبة مجرد اجتماع لمسؤولين عن المرور والطرق سرعان ما ينفض بتوصيات توضع داخل الأدراج، لكنها باتت مناسبة جيدة لتقييم الأداء وتطوير الجهود، ووضع الاستراتيجيات بما يصب في خانة المصلحة العامة. فالمتتبع لحركة المرور في بلادنا خلال السنوات العشر الماضية يلحظ أن عدد السيارات والشاحنات على الطرق تضاعف أكثر من مرة، وهو ما استدعى تشييد مزيد من الطرق الرئيسية والفرعية في كل إمارات الدولة، وجاءت الزيادة في أعداد السيارات والشاحنات كنتيجة طبيعية لحركة النمو غير المسبوقة في كل القطاعات، وإذا كانت بعض مدن الدولة قد عانت خلال السنوات الماضية من الزحام، فقد تمكنت الحكومة من توفير البدائل، فافتتحت دبي أول مترو أنفاق في الخليج، وخلال أعوام قليلة سوف ينطلق مترو أبوظبي إلى جانب افتتاح طريق الإمارات قبل سنوات قليلة، وطريق دبي العابر وغيرها من الطرق التي تسهم في انسيابية حركة المرور. إن جودة حالة الطرق ومدى انسيابية المرور عليها يعتبران من أهم العوامل الجاذبة للاستثمار الخارجي، فكم من دولة تملك من المزايا النسبية لكنها لا تملك مثلا شبكة طرق، أو تعاني من اختناقات مرورية يصعب حلها، ضاعت عليها العديد من فرص الاستثمار، ونحمد الله أن قيادتنا وعت لهذه النقطة مبكرا، فباتت الإمارات واحة للاستثمار الآمن، وقبلة لكل الراغبين في العمل والإقامة. إبراهيم العسم