بنيلوبي كروز الممثلة الاسبانية الحسناء، وجدت نفسها طرفا في معركة حول المصداقية الاعلانية· فقد اضطرت شركة ''ريمل'' التابعة لشركة ''لوريال'' الفرنسية العالمية المتخصصة في العطور ومستحضرات التجميل لإصدار بيان للجمهور توضح فيه أن رموش عيني بنيلوبي التي تظهر في اعلان للشركة، ليست حقيقية· وفي هذا الاعلان تطل بنيلوبي من شرفة عالية بجوار منظار مكبر، وهي تقول ''تخيلي رموشك تصل الى النجوم''· وطبعا اصدار الشركة لبيان التوضيح ليس سهلا على أي مروج لسلعته، فكيف الأمر بالنسبة لشركة عالمية تقدر عائداتها بمليارات الدولارات سنويا؟· ولكنها - أي الشركة - اضطرت الى ذلك استجابة لتحذير من سلطات الرقابة الاعلانية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والعديد من الدول الاوروبية، وأقرت في بيانها بأن'' الإعلان مجرد خدعة وأن منتجها لا يحقق النتيجة المعلنة''، وقررت الشركة ايضا إضافة هذه العبارة الى الاعلان المثير للجدل، وتقول هذه العبارة التوضيحية'' استخدمت رموشا تكميلية للقيام بهذا الاعلان''· أين سوقنا نحن من هذه الدرجة الرقابية على الاعلانات؟، حيث الفوضى تضرب أطنابها فيه، ولم نسمع في يوم من الايام ان مروجا أصدر بيان اعتذار او توضيح للجمهور الذين غشهم جهارا نهارا، وبكل برود أعصاب واستخفاف· وانظروا الى هذه المنتجات االخطيرة التي تعج بها اسواقنا وتغمرنا اعلاناتها· ولعل أوضح دليل على ذلك المواد والسلع الخطيرة التي يتم الضحك بها على ذقون الراغبين والراغبات في القد المياس والقوام الرشيق، او الساعيات للحصول على بشرة ببياض الحليب كامل الدسم، او تلك العقاقير التي تجعل من الرجل شهريار زمانه· او ما يجعل مريض السكر قادرا على التهام ''أم علي'' وشقيقاتها من دون أن يغمى عليه وينقل الى العناية الفائقة!· ولا تستوقفنا الاخبار التي تطالعنا بين الفترة والاخرى عن اصابة بعض ضحايا هذه المستحضرت بفشل كلوي أو كبدي وأمراض خطيرة أودت بحياة بعضهم· كل هذا يجري في السوق الاعلانية لأننا ببساطة نفتقر الى وجود هيئة للرقابة الاعلانية، مع انشغال دوائرنا الاقتصادية بمتابعة اسعار الخس والبقدونس!·