ألتمس العذر دائماً لانفعالات القراء من جمهور الأندية، فحبك الشيء «يعمي ويصم» وقد يدفعك لجرح الآخرين أيضاً.. البعض يعتبرون أنفسهم نقاداً كما النقاد.. يحتفظون بالزوايا القديمة ويضعون خطوطاً تحت ما لا يرضيهم، وينتظرون في حالة ترصد.. ينتظرون التناقض أو سير الأمور على هواهم ليكيلوا الاتهامات صوب من لا يتفق معهم. من هؤلاء أحد محبي الأهلي - وكلنا نحب الأهلي - كنادٍ إماراتي نفخر به وبإنجازاته.. المهم أن هذا المحب وبمجرد أن صدر الحكم بالأمس في قضية كوزمين أرسل إليّ رسالة المنتصر المظفر، لكنه مضى إلى اتهامي بعدم الحيادية، فكوزمين من وجهة نظره حصل بالأمس على براءة، وقد سبق في يوم من الأيام أن انتقدت كوزمين؛ لأنه أهان العين ككيان رياضي كبير له رموزه وتاريخه العريض. المهم أن صاحبنا تحداني إن كان بإمكاني أن أكتب عن البراءة وأن أعتذر لكوزمين، مثلما كتبت أنتقده أو أعاتبه أو حتى أهاجمه، ولم يقرأ الأخ حيثيات الحكم، بل هو لا يدري حتى ما معنى إيقاف التنفيذ، فواقع الحال يقول إن المحكمة أصدرت حكماً على المدرب الروماني، وأن هناك عقوبة صدرت حتى لو مع إيقاف التنفيذ. الأخ «المختلف» الذي توارى خلف اسم مستعار «شايل سيفه» جر خلفه مجموعة على شاكلته، فكالوا الاتهامات وشيئاً من السباب الذي بإمكاني أن أقاضيهم فيه، لكنني اعتدت ذلك أحياناً، ولا أخفيكم أنني أحتاج لبعض الصبر و«جهاد النفس» حتى أتخلص من عاداتهم التي توشك أن تغزوني. ما أختلف فيه مع الأخ القارئ أنني قبل أن أكتب أعرف وأقرأ وأفهم، بينما الجمهور في غالب الأحيان، تقودهم عواطفهم، فيكيلون الاتهامات ربما دون إلمام حقيقي بالوضع أو بالتفاصيل. إيقاف التنفيذ كما أفهمه، وكما قرأت عنه، يعني إيقاف تنفيذ العقوبة التي حكم بها على الجاني لمدة معينة، فإذا لم يرتكب المحكوم عليه فعلاً آخر خلال تلك المدة يعفى نهائياً من تنفيذ العقوبة ويعتبر الحكم الصادر بها كأن لم يكن، أما إذا ارتكب فعلاً آخر خلال تلك المدة فيلغى وقف التنفيذ، وتنفذ العقوبة، وهو إجراء يتخذ مع الأشخاص الذين ليست لهم سوابق من المخالفات القانونية، أضف إلى ذلك أن المحكمة قضت بغرامة المدرب 21 ألف درهم على سبيل التعويض المؤقت، كما أنها أشارت في حيثيات حكمها إلى ثبوت الاعتداء اللفظي الذي قام به المدرب علنا خلال المؤتمر الصحفي على مرأى ومسمع من الجميع، وبرأته من تهمة استخدام وسائل التقنية الحديثة في التشهير والإساءة بنادي العين. أمام هذه المعطيات، أسأل: لمن أعتذر وعلام أعتذر وقد جاء الحكم ليؤكد أن هناك فعلاً استوجب حكماً حتى لو كان مع إيقاف التنفيذ، ولا يمنع ذلك ولا يحول دون كامل احترامنا ومحبتنا للأهلي. بقيت قضية أخرى، ألمح إليها «مغاوير التواصل» أصحاب الأسماء المستعارة وتتعلق بخيمنيز والقضية التي رفعها الأهلي على بعض المحللين، وعن نفسي، لا أقبل الإساءة لأي ناد، والأمر الآن به مساجلات قانونية، ننتظر البت فيها، وللعلم فإنه عندما رفع العين قضية على كوزمين لم نتطرق للأمر في انتظار الحكم، احتراماً للعين ولكوزمين. كلمة أخيرة: أبسط القواعد التي من المفترض أن يتحلى بها من يطلبون الأدب ألا يكون ذلك بالخروج عن النص. mohamed.albade@admedia.ae