ليس هناك أحد مستريح مثل جاري بو عوض وهذا بصراحة بيني وبينكم حسد، لا غبطة، فجاري بو عوض منذ سنتين تقريباً، ما أشوف أحد يدق بابه، وكأنه واضع إشارة سهم باتجاه بيتي، فكل الطلابين ما يشوفون بابه، وكأنه كاتب عليه هنا يسكن العبد الفقير وهناك يسكن المحسن الكبير، فاتبعوا السهم الذي يدل على بابه واسمه· والقاصدون كثر، منهم من يبكي ويشكي ومنهم من يصرخ ويشتكي، منهم من يريد عملا ومنهم يقصد خدمة، أما جاري فهو مرتاح من اسمه الحركي الذي يذكرني بالأسماء الحركية لمنظمة الثورة الفلسطينية أيام النضال والتنظيم السري والكفاح المسلح، فكل الدعاوى والمحاكم ترفع عليك، أما هو فلا اسم ولا عنوان ولا حامض حلو، لا شربت، هؤلاء الطلابين ، قادر أن تتعامل معهم، والكل يأخذ نصيبه، إما بالحال أو بالمال أو بحلو الكلام والمقال، أما الآخرون وشكواهم وزعلهم وغضبهم، فمضطر أن تتعامل مع كل حالة، بقدر من الكياسة والذرابة والسياسة والاعتذارات التي تهدئ بعض الحال، فمنذ كتبت تحت عنوان بيتي العمود الثامن وأصدقائي يتناقصون يوماً عن يوم، ولا أعتقد أن مدير إدارة راض عني أو مسؤول قطاع خاص أو عام لم يغضب مني، لدرجة أنني رضيت من الغنيمة بالإياب، فكل معاملة مقدمة ويرون اسمي مكتوباً فيها، يتذكرون ما كتبت يوماً، وضايقهم، فيكتبون على معاملتي، مرفوضة وليراجع بنفسه، وإذا ما وزعت الأسهم، لم ينلنا منها إلا الأسهم الطائشة التي عليك أن تتقيها دفاعاً عن صدرك، وإذا كان هناك خير، كنت أنت الأخير، والأخير عادة ما يسقط من القائمة، وإذا ما قدمت طلباً لوزارة العمل ليكون حظك مثل حظ موظفيها التجّار، قالوا لك: الحين ياي، يوم طارت الطيور بأرزاقها وإذا قلت سأدخل سوق الأسهم، ردوا عليك: شو لك بالأسهم، خليك ملتهي في الكتابة عن الأسهم، ويكفينا ما أصابنا من أسهم كتابتك وإذا ما راجعت مدير بنك ليقرضك قرضاً غير حسن، سألك عن الضمانة التي يتمنى ألا يكون قلماً حراً أو وطنياً، لأنه لن يتحول إلى رقم يمكن حسابه أو وضعه في خانة، وإذا مال بك الدهر، وقلت هناك أصدقاء، فستجدهم إما غضبان أو زعلان أو شرهان أو أن حظك في ذلك اليوم، أنه متضّارب مع حرمته، وبايت برع أو على الكنبة الرئاسية الكلينتونية ، وإن بغيت تسجل مع حملة للحج قالوا اللي كتبته، ما يمحيه حج ولا عمرة، ولا محو في طاس وإن عبرت إشارة المرور الصفراء، مثل خلق الله، وأوقفك شرطي الدراجة، فلن تتخلص منه إلا بمخالفتين، قطع إشارة كانت ستولع بعد قليل حمراء، واستهتار وسواقة برعونة- عاد رعونة هنا مالها داع- وتعريض حياة الآخرين للخطر، وكأنه يريد أن يقول: جئت برجليك ما أحد جابك، إلا البخت وإن وديت خالتك المستشفى قالوا لك الصحة: ليش ما تسفرها برع·· تراك تقول إن خدماتنا غير صحيحة ولا صحيّة وإن قدمت في بيت شعبي قالوا: انتظر خطتنا العشرية، لأننا نؤمن بالدراسة والبحث والتقصي ومراجعة الحالة الاجتماعية، أليس هذا ما تطلبه في كتابتك·· هذه بضاعتك ردت إليك، عيل نحن نفشش تواير سيكلك ·
يوم الدهر بينيبـــك ويوافيـــك الدبور
يقطع حتى نصيبــك وين تســـير معثور
وإن ردت حد يثيبك من الاخـــــلاء دور
قالوا ناصر نسيبـــك ولا عليك قصــــور