الكلام الذي قالته الشيخة شمسة بنت حشر بن مانع آل مكتوم عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة رئيسة اللجنة النسائية عبر صفحات «الاتحاد» أمس لا أدري هل يمكن أن يمر مرور الكرام، وإن حدث ومضى، كما تمضي معظم كلماتنا وقراراتنا، فهذا معناه أن هناك شيئاً يحدث خطأ، وأن هناك من يعجبه أن تظل الأمور بهذه الصورة، وبهذا الواقع، الذي يراوح نفسه، فلا يتقدم ولا يتأخر حتى بتنا نجري «محلك سر»، كما أن كلامها جاء في أجواء نشعر بها ضبابية، كما نشعر بفقدان الكثيرين لرغبة الترشح في الانتخابات لقيادة اللعبات المختلفة، مما يعكس حالة من الإحباط واليأس، وربما من عدم القدرة على تغيير الواقع. ما قالته الشيخة شمسة كان شهادة من مسؤولة رفيعة، أكيد أنها لا تخشى أحداً، ولا تنشد شيئاً إلا الصالح العام، وعندما تكابد ما كابدت وهي الشيخة، وهي التي تعطي دون مقابل، فما بالنا بمن ليسوا في قدرها ولا في إمكاناتها وحجم اتصالاتها مع مسؤولي وصناع القرار، وإذا كانت الشيخة شمسة قد وصلت إلى قناعة بأن الوسط الرياضي «مريض»، وأنها باتت تخشى العدوى ولذا ستترك لهم الجمل بما حمل، فماذا يفعل مسؤول صغير في اتحاد أو ناد أو هيئة. لا شك أن ما دفع الشيخة شمسة لاتخاذ هذا القرار، كان أكبر من أن تحتمله، وبالتالي هو أكبر من أن نحتمله نحن، وأكبر من أن تحتمله الرياضة، وأن يقول مسؤول لها وهي صانعة إنجازات وصاحبة عطاءات، إن مشاركة فريق نسائي في بطولة ما، لا يحتاج سوى إلى قميص وحذاء وتذكرة، فتلك عودة بالخطاب الرياضي إلى أزمان سحيقة، كانت الرياضة فيها مظاهر بين«الفرجان»، نحمل ملابسنا، ونخرج لنتبارى مع «الفريج» المجاور، هكذا دون تخطيط أو ترتيب، فالأمر وإن بدا رياضياً إلا أنه في حقيقته ـ وقياساً بالفوارق الشاسعة بين ما كان وما أصبح- لم يكن كذلك. أبحث حولي وأقرأ عن أحوال الانتخابات والاستعدادات هذه الأيام، فإذا بي أجد عزوفاً شبه جماعي، وحالة استياء عامة، حتى بات خبر إعلان فلان ترشحه، أمراً يثلج الصدر، ومعظم الاتحادات، ربما لا تجد كامل الأعضاء المتبارين على مختلف المقاعد، ولا عجب إن كان هذا هو الحال، إذا ما قرأنا الأمور من زاوية الشيخة شمسة، التي وصلت إلى قناعة تامة بأنه «لا حياة لمن تنادي» وإذا كان من تناديه الشيخة شمسة لا يجيبها، فهل يجيبنا نحن. لست أدري لماذا الأمور في التقارير والنشرات الصحفية للهيئات والمؤسسات الرياضية، لا تنم عن هذا الذي سمعناه من الشيخة شمسة، ولا أدري لماذا هذا الانفصام بين المكتوب والواقع.. بين ما نروج له، وما نحصده، وإلى متى تبقى الأمور على ما هي عليه، فنسوق أموراً صغيرة، وكأنها انتصارات مظفرة، وتفرض نظرية «الجزر المعزلة» نفسها على واقع العمل الرياضي، وفيما نفتقد الوجوه التي لم نرها إلا وهي تعمل، نرى وجوهاً أخرى تتشبث بالكراسي وكأن فيها حياتها، وفيما تكتفي هي بدورتين، نرى من يريد البقاء «حتى آخر العُمر». كلمة أخيرة: من اختزل الرياضة في «القميص والحذاء والتذكرة» من المؤكد أنه كان بائعاً mohamed.albade@admedia.ae