في كثير من مناطق عالمنا العربي، حيث فرّخ الديناصور، ونسج العنكبوت خيوطه، واتخذت الخفافيش من عتمة الكهوف و الاوكار موئلا، يطارد المبشرين بقرب بزوغ فجر جديد شر مطاردة، ويُسلط عليهم اراذل الناس ، ليمارسوا بحقهم كل انواع السادية والتعطش للدم·
وفي هذه المجالات الحيوية للمحنطين والديناصورات اول ما يُستهدف هم الصحافيون رواد التبشير بالغد وضوء فجره الجديد·
في واحدة من هذه البلدان لم يجدوا ما يتخلصون به من صحفي' سليط القلم' الا ان سلطوا عليه الرعاع ليوسعوه ضربا مبرحا في قلب الصحراء وتركوه عاريا هناك بين الحياة والموت· وفي مكان آخر وضعوا عبوة ناسفة تحت مقعد سيارته ليخرسوا بها قلم صحفي الى الابد·
اما ثالث الضحايا من أهل القلم فقد وجدوا جثته شبه متحللة في الصحراء، وتعمد جلادوه إحراق اصابع اليد التي كان يكتب بها حتى يكون عبرة لغيره من حملة الاقلام ' السليطة'·
الغريب ان الديناصورات في كل هذه الحوادث المروعة التي حصدت هؤلاء الصحفيين اجمعوا على اسناد مسؤولية ما جرى الى' عصابات' منفلتة سرعان ما وقعت في ' قبضة العدالة' او أنها على وشك الوقوع، في استغباء واضح لملايين البشر·
وفي مزامير الاستغباء ذاته اعلنوا عن العثور على علم مختطف لأسابيع بعد ايام من ضجيج' البحث والتحرى' وقد وجدوه جثة هامدة عليها آثار سياط الجلادين، وسارعوا لإعلان القبض على عصابة الجناة ·
وامام رياح التغيير التي تهب بقوة ينتظر العالم بلهفة تساقط الديناصورات عند انبلاج الصبح، ليظهروا غير مأسوف على رحيلهم بملابسهم الداخلية في معتقلات' النظام العالمي الجديد'، وإن غدا لناظره قريب·