سيكون عشاق الكرة الجميلة على موعد مع سحر «الساحرة» بعد أن أوقعت قرعة دور الثمانية في دوري أبطال أروربا فريقي أرسنال الإنجليزي وبرشلونة الإسباني وجهاً لوجه في مباراة تحمل في طياتها العديد من الأسرار والتكهنات. هي مباراة ستكون بنكهة إماراتية خالصة، أو بمعنى أدق بـ”رعاية إماراتية”، باعتبار أن شركة “اتصالات” ترعى الفريق الإسباني، فيما “طيران الإمارات” ترعى الفريق الإنجليزي. وبالتالي من حقنا أن نقول إننا طرف في هذا الصدام الكروي الممتع، ومن حق الجماهير الإماراتية، أن تنقسم إلى فريقين، فريق مع “اتصالات” والآخر مع “طيران الإمارات”، والمهم أن اسم إحدى مؤسساتنا الكبرى سيزين نصف النهائي، أملاً في الوصول إلى ما هو أبعد من ذلك، لاسيما أن الفريقين مؤهلان للذهاب بعيداً في البطولة، ولولا أن القرعة وضعتهما معاً، ربما كنا قد رأيناهما معاً في النهائي. وشخصياً أعتقد أن الفريقين يقدمان أجمل كرة في أوروبا في الفترة الأخيرة لما يمتلكان من نجوم قادرين على إحداث الفارق أمثال ميسي وأنيستا وإبراهيموفيتش في البارسا وسمير نصري وديابو وأرشافين في الارسنال. المباراة ستكون بمثابة رد اعتبار وثأر للإنجليز الذين خسروا اللقب أمام برشلونة في عام 2006، وفي المقابل ستكون المواجهة الأولى للفرنسي تييري هنري أمام فريقه السابق، وشتان الفارق بين “هنري البارسا” و”هنري أرسنال”. وإن كان من ملاحظة تسجلها هاتان المباراتان، فإنها تتعلق بمؤسستينا الوطنيتين، اتصالات، وطيران الإمارات، اللتين أثبتتا أن رهانهما رابح، وأنهما اختارتا «فرسين» جامحين، بإمكانهما التحليق باسمي المؤسستين إلى آفاق العالم، ويحسب لاتصالات أنها كانت خيار البارسا الذي ليس كبقية الأندية في مسألة الرعاية، فالفريق الإسباني يرى في الرعاية رسالة وهدفاً ومضموناً، ومن أجل ذلك وضع على «فانيلات» لاعبيه شعار اليونيسيف، المؤسسة الدولية الرائدة في قضايا الأطفال، قبل أن يجعل من اتصالات شريكاً معه، في تأكيد على قيمة ورسالة مؤسستنا الوطنية. ونفس الحال لـ”طيران الإمارات” التي كانت شراكتها مع أرسنال موفقة، ومن علامات النادي الإنجليزي، ويكفينا «ستاد الإمارات» في بلاد الضباب، شاهدا على تقدم دولتنا وتنامي صروح نهضتنا، حتى عبرت الحدود. ولا يختلف اثنان على قساوة القرعة حين وضعت فريقي ليون وبوردو الفرنسيين وجهاً لوجه، إلا أنها في النهاية ستضمن تواجد فريق فرنسي في الدور النصف نهائي، وعندها سيكون التواجد الأول لفريق فرنسي في هذا الدور بعد أن غابت الفرق الفرنسية 5 بطولات سابقة وتحديدا بعد فريق موناكو، الذي وصل الى النهائي عام 2004 وخسر من بورتو البرتغالي. كلمة أخيرة في المواجهة (الأوروبية الإماراتية) الكل رابح، وأولهم جماهير ومحبو فيلم «الكرة الجميلة» في العالم.