الدمعة، الزهرة التي عبرت النيل حاملة مشعل الحب والفرح، سرى ضوؤها ليجتاز الميادين والشوارع والمدن البعيدة.
صفقت لها أكف كثيرة، كبيرة وصغيرة، لفرح أم الدنيا، واهبة الفن والجمال والحبور.
كلنا عائدون إلى مصر دائماً؛ لأننا شربنا من نيلها العظيم، مصر العروبة والعزة والحرية والجمال، وحدها تفتقد إن غابت وتبتهج الدنيا إن حضرت، لا تحتمل الدنيا إلا بوجود مصر كما يتمناها العرب وناسها الأحرار وكما فعل بها شبابها الجدد الذين جلوا صدرها بماء الورد والنشيد الجميل.
مصر قصيدة حب صاغتها كل الحناجر من مشرق الدنيا إلى مغربها.
هذا الفرح لنا جميعاً، هذه السعادة والتجديد لنا، مصر لنا كما نحن لها.
إنها الحب الأبدي والعشق الدائم للإنسان العربي، حيث عزها عزنا وفرحها فرحنا وقوتها وشموخها للناس جميعاً، لا توجد مدينة معشوقة ومحبوبة مثل القاهرة أو الإسكندرية، ولا نشيد رائع الجمال إذا لم يحطه تدفق نهر النيل العظيم، الآن تستطيع أن تعبر بزورقك الشراعي القديم أو العبّارات التاريخية أو الجديدة نهر النيل وتغني أغنية الجندول أو تسهر بمرح على أنغام سيدة الغناء الخالد أم كلثوم تماماً كما كان زمان، عندما كانت القاهرة هي مقصد وقبلة كل عربي ينشد الحياة والحب والجمال.
عندما تفرح مصر بهذه الطريقة المليونية التي تجوب الشوارع مطلقة الزغاريد في كل حي ومدينة وميدان، فإن شيء ما بالتأكيد تغيَّر فيها، وهذه الفرحة والضحكة ليس لها عنوان غير واحد، مصر أم الدنيا تعلن فرحها.
بماذا تفرح مصر؟ بالتأكيد بالغد القادم بالتغيير الذي ينهض بها، وبعودتها بأن تكون هي محور الدنيا ودانتها الثمينة، بمكانتها العظيمة في دنيا الشرق كله، كما كانت في زمن جمال عبدالناصر، رأي وموقف، وأيضاً حياة جديدة مستفيدة من تراكم التجارب كلها وبتاريخها العظيم ومكانتها الكبيرة بين الأمم، والتغيير الجديد، يعني أن شباباً جدداً يرون الحياة ومصر في ثوب جديد ومكانة جديدة تستحقها هذه الرائعة الجميلة، أم الدنيا.
إننا في شوق إلى أن نرى مصر بعد عام وقد تحقق حلم شبابها وهذه الحناجر التي عمّت الميادين والمدن والقرى الكثيرة، مصر الإبداع والفن والجمال دائماً ملهمة ورائدة، هذه بعد غياب طويل تعود وردة زاهية تعبر النيل العظيم بفرح وسرور، أهلاً بمصر الوردة العزيزة.


Ibrahim_Mubarak@hotmail.com