تركيز كل الأنظار على قضية الاستئناف وعمليات الشد والجذب التي تشهدها بين مختلف أطرافها شغلنا للأسف عن التطرق إلى قضايا أخرى تحتاج إلى وقفة جادة، وعلى رأس هذه القضايا البحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى احتلال دورينا المركز الحادي عشر في تصنيف لجنة دوري المحترفين، وهي القضية التي لم تأخذ حقها من البحث والمناقشة على الرغم من أهميتها· هذه القضية لا تجب أن تمر من منطلق أنه مازال أمامنا متسع من الوقت لتحسين بعض النقاط في بعض المعايير، وبالتالي نحصل على تصنيف أفضل أو بمعنى أكثر دقة على تصنيف يسمح لنا بالمشاركة الكاملة في دوري أبطال آسيا· هي نقطة مهمة، لكن الأهم أن نعرف الأسباب الحقيقية التي جعلتنا نحتل هذا المركز المتأخر والذي لا يتوازى مع حجم الصرف الذي تشهده أنديتنا ولا يتوازى مع نتائج أنديتنا في دوري أبطال آسيا ولا يتوازى مع حجم وأسماء المدربين واللاعبين الأجانب الذين تستقطبهم أنديتنا· كيف لدوري يقدم منافسين دائمين على بطولة دوري أبطال آسيا بمن فيهم بطل نسخة ،2003 أن يحتل المركز الحادي عشر ويأتي خلف مسابقات دوري لم يكن لها أي تواجد على صعيد المنافسات الخارجية· لست من الأشخاص الذين يتغنون بالدوري ويعتبرونه الأفضل، لكن أجد في نفس الوقت من الصعوبة التسليم بأن مكانة دورينا تستحق هذا المركز المتأخر· عند إعادة النظر في معايير التقييم والتي تبلغ عشرة تجد أن تسعة منها هي معايير إدارية بحتة تتعلق بالجوانب الإدارية والتنظيمية والتي تقع مسؤولية النجاح والفشل فيها على الإدارات خارج الملعب ولا تتضمن غير معيار فني واحد فقط· وهذا يقودني إلى محصلة واحدة لا ثاني لها أن الأسباب التي قادتنا إلى هذا المركز هي أسباب إدارية صرفة وليست فنية، وأن الضعف الإداري الواضح في الأندية هو الذي ظلم دورينا، وإلا ما معنى أن نسجل نقاطا متراجعة في تسعة معايير دفعة واحدة كلها غير فنية· لو كانت الممارسة الإدارية صحيحة في أنديتنا لحصل دورينا على مركز أفضل من الحادي عشر وبسهولة، لكن كيف ستأتي الممارسة الصحيحة ومعظم اداريينا موظفون في الصباح وغير متفرغين· وكيف سيأتي التطبيق الصحيح وإدارات الأندية هاوية وليست محترفة، وكيف من الأساس نستطيع أن نطالب الهواة أن يبرعوا في عمل المحترفين· وأستشهد بقول نقلته وسائل الإعلام على لسان حمد بن بروك رئيس لجنة دوري المحترفين: أندية تريد أن تطبق الاحتراف كيف لا تكلف نفسها عناء إصدار تذاكر للدخول؟·