أقول للرجل الذي قال لمن يهمه الأمر”نرفض سياسة تكميم الأفواه والشيك جاهز لدفع الثمن” أقول له: “شيك هاند” ! أتحدث عن رئيس مجلس إدارة نادي الشباب سامي القمزي الذي رفض استقبال وفد من اتحاد كرة القدم للتفاهم بشأن الأحداث التحكيمية التي صاحبت مباراة الشباب والعين في دوري المحترفين مؤخراً، والتي أثرت على النتيجة من وجهة نظر الشباب، ولم تؤثر عليها من وجهة نظر رئيس لجنة الحكام ناصر اليماحي الذي تحول فجأة من رجل إداري إلى رجل فني وهو أبعد ما يكون من ناحية المبدأ عن التحكيم!. أقول إن الرجل القمزي رفض الشكليات وسياسة “التربيت على الأكتاف” اليوم وتلقي العقوبة في الغد على حد تعبيره. إنها في تقديري واقعة جريئة غير مسبوقة من ناد يصر على أنه صاحب حق ويدافع عنه ويعلن استعداده لدفع ثمن الدفاع عن حقه مهما كان باهظا. وهذا في حد ذاته يجب أن يكون محل بحث من لجنة الحكام.. فعليها أن تسأل نفسها .. لماذا وصل الناس إلى هذا الحد من التحدي؟. لماذا وصل الناس إلى حالة من اللامبالاة من الجزاء ومن العقوبة مهما كانت؟! لقد أعجبني القمزي ثلاث مرات.. المرة الأولى عندما رفض المعالجة الشكلية للقضية التي يؤمن بها، والثانية عندما اعتذر عن التصريح الذي خرج من أحد المسؤولين من نادي الشباب الذي وصف فيه عمل رئيس اللجنة “بالطباع “، وكانت إساءة غير مبررة في حق اليماحي الذي يحق لنا جميعا أن نختلف معه.. ولا يحق لنا مطلقا أن نسيء إليه فهذا خط أحمر!، أما الثالثة فكانت عندما أشاد بالحكم الدولي المتميز علي حمد في إداراته لمباراة الشباب والإمارات والذي وصفه بالرقي التحكيمي.. في إشارة دالة على أن النادي ليس ضد سلك التحكيم، بل ضد مبدأ التكليف الخاطئ وتجاهل وجهة نظر الأندية. لقد فتح القمزي قضية مهمة في كلماته لـ”الاتحاد” بالأمس عندما طالب بإجراء تعديلات جوهرية على اللوائح وهذا يكشف قصور الأندية ومن بينها الشباب نفسه التي بصمت على اللوائح ربما دون أن تقرأها ووقت اللزوم ترفضها وتتبرأ منها .. وهذا في حد ذاته درس مستفاد يؤكد ضرورة دراسة كل شيء من قبل مختصين قبل الموافقة قبل الإجازة والموافقة. مرة أخيرة ما حدث يبقى درساً لكل الأطراف .. ولكن الدرس الأهم يقع على عاتق لجنة الحكام .. وعليها يقع العبء الأكبر بخاصة في الجولات الخمس المتبقية والحاسمة من عمر المسابقة. وأعتقد أنه لابد من مراعاة قضية التكليف المناسب لكل مباراة .. والأهم من ذلك ضرورة الإعداد النفسي قبل الفني والبدني للحكام سعيا وراء الخروج بالمباريات القادمة بأقل معدل من الأخطاء. آخر الكلام ربما أختلف مع سامي القمزي في بعض وجهات النظر، لكنني معه بشكل مطلق فيما يتعلق بحرية الناس في التعبير عن أنفسهم ومعاناتهم طالما أن ذلك لايحمل إساءة أو تجريحاً شخصياً للآخرين.