من وجهة نظري يستحق سامي القمزي رئيس مجلس إدارة نادي الشباب نجومية الموسم بلا منازع، فهو الوحيد الذي وقف بثبات في وجه سياط لجنة الانضباط، ورفض مبدأ تكميم الأفواه الذي تمارسه اللوائح ضد من يحاول التعبير عن وجهة نظره، معلناً استعداده لدفع كافة تكاليف حريته التي يرفض أن تصادرها أي جهة طالما لم يتعرض لأفراد بشخوصهم وانحصرت انتقاداته في ما يقومون به من عمل. ونحن في الإعلام عانينا كثيراً من هذه اللوائح التي تقلل من قيمة ما يخرج من أفواه المسؤولين، فشبعنا من جملتي “الشباب ما قصروا” عند الفوز، و”قدر الله وما شاء فعل” عند الخسارة، وباتت رياضة الإمارات تخلو من الإداريين الذين يملكون الحجة والقدرة على الإقناع وهو ما يخلق أجيالاً قادمة لن تكون قادرة على الدفاع عن مكتسباتنا في الساحتين القارية والدولية طالما أنها تعيش على مبدأ الخنوع محلياً. توارى الجميع وبزغ نجم القمزي الذي يملك جذوراً إعلامية راسخة لم لا؟ وهو كان المدير التنفيذي لمؤسسة البيان للصحافة والطباعة في يوم من الأيام، ولأنه تعود على الحرية لم يرتض لها بديلاً وأصر على موقفه لأن قمة الظلم ليست هفوة حكم بقدر ماهي حرمانه من أن يتكلم. نعاني هنا من غياب الشخصيات الإدارية المؤثرة التي تستطيع وصف الواقع بجرأة وتقف لتشير إلى الخطأ عند حدوثه، فنحن نحتاج إلى هذه النوعية التي تشخص الحال من دون مساحيق تجميل، وأهم أسباب غيابها هي النصوص واللوائح التي تسجل مخالفة على كل “سالفة” وتفرض غرامة لكل من “يشطح” في كلامه، وعلى الجميع السكوت والبقاء بلا صوت ومن أراد تبرئة نفسه فلا يجب أن تصدر منه همسة. وتبقى الأندية هي صاحبة القرار فهي تشكل الجمعية العمومية لاتحاد الكرة وعليها أن تتصدى لمن يحاول أن يسلبها حرية التعبير، وأن تقف ضد هذه اللوائح التي وجب تغييرها لكي تحلق الكلمة بكل حرية بعد أن وضعها السجان في القفص، نريد الحرية الحمراء التي قال شوقي: “لها باب بكل يدٍ مضرجة يدق”، نريد أن تكفل لكل شخص حرية التعبير، وطالما ابتعد عن التجريح في شخص أحد لا يوجد هناك عمل غير قابل للنقد. شكراً للقمزي، فقد ألقيت الحجر عل وعسى أن تتحرك المياه الراكدة، عل وعسى أن يلاقي صوتك صدى عند البقية، علهم يرفضون سياسة تكميم الأفواه، وعلهم يقفون في وجه من يصادر الحريات وضد كل من يمسك سيف الجلاد في وجوه العباد. راشد إبرهيم الزعابي | ralzaabi@hotmail.com