لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يخسر منتخبنا الوطني بهدفين فقط أمام فريق ميلان الإيطالي بطل أندية العالم في ختام معسكره الشتوي في دبي وقبل أيام من استئناف الدوري الإيطالي، فالكل ذهب إلى أسوأ من ذلك، وبعضهم ذكرنا بخسارتنا من المنتخب البرازيلي، في إشارة إلى أن الخسارة من ميلان لن تقل أو على أقل تقدير لن تبتعد كثيراً عن الرقم الكبير الذي خسرنا به من فرقة السامبا، ولكن ولله الحمد رد أولئك خائبين، وكانت الخسارة بهدفين فقط، مع أداء أقل ما يقال عنه أنه مشرف، وكانت رايتكم بيضة يا نجوم ''الأبيض''، ''وبيضتو ويوهنا'' امام أبطال أندية العالم، رغم الخسارة بهدفين، بعد أن حبستم أنفاسهم، ونشفتوا ''ريجهم''، قبل أن يزوروا شباكنا للمرة الأولى قبل نهاية المباراة بعشرين دقيقة، وإذا كنا نحسب لكم يارجال المنتخب أداءكم المشرف وظهوركم المفرح، فإننا أيضاً نقدر لكم صمودكم أمام ابطال أندية العالم، ومجاراتكم لهم طوال المباراة، رغم الخسارة التي لم تهمنا بقدر اهتمامنا بما قدمتموه· إن خسارتنا نتيجة المباراة لاتعني قطعياً عدم استفادتنا وخروجنا بخفي حنين، فالمنتخب خرج بجملة مكاسب أهمها الثقة التي اكتسبها وهو يقارع أبطال أندية العالم، ويجبرهم على الدفاع عن مرماهم، الذي وصل إليه لاعبونا أكثر من مرة وكاد المتألقان اسماعيل مطر واحمد دادا أن يزيدا حرج الضيوف ويهزا شباك الفريق الإيطالي لكن الحظ وعدم التوفيق الذي رفض التخلي عن محاولاتهما حالا دون أن تهتز شباك ميلان، وقبل أن يصل جيلاردينو لشباكنا، ويسجل هدفيه، وهو ما كان سيكون الحدث الأروع والأسعد للمنتخب وجماهيره التي خرجت راضية مرضية عن الأداء والمستوى الذي ظهر به اللاعبون، والخبرة والفكر الواقعي الذي تعامل معه الفرنسي ميتسو مدرب المنتخب، عاشق التحديات والصعاب، وقد رد على كل منتقديه بأنه يسير على البركة، وبدعاء الوالدين، فما قدمه ميتسو الى الآن يؤكد أنه مدرب واثق من نفسه ومن إمكانياته وصاحب قدرات فنية عالية يجب احترامها وتقديرها، وسيجني المنتخب في المستقبل ثمار ذلك، إن لم يكن قد بدأ منتخبنا الوطني يجني تلك الثمار على امل استمرارها في المستقبل القريب والبعيد ويتحقق الحلم ونتجاوز أصعب المحطات المقبلة ونسجل حضورنا في مونديال جنوب أفريقيا· مجرد رأي لاخلاف على أننا استفدنا من لقائنا مع ميلان الإيطالي، على الصعيد العام كمكاسب للمنتخب أو الشخصي للاعبين فهم يواجهون كوكبة من نجوم العالم، وأفضل لاعب في العالم، كما أننا حققنا مكسبا دعائيا كبيرا ومهما للإمارات كوطن، ولمنتخب الإمارات كفريق كروي من خلال ما كسبه من شهرة بعد أن تناقلت وسائل الإعلام في مختلف دول العالم وكالات الأنباء العالمية أخبار المباراة، وإذا كنا قد حققنا المهم من المباراة، فيجب أن نعمل على تحقيق الأهم وهو استثمار تبعات المباراة على أرض الواقع قبل افتتاح مباريات تصفيات منتخبنا الوطني لمونديال ·2012