عقد بالأمس اجتماع الجمعية العمومية غير العادية في مقر اتحاد الكرة في دبي، وجاء الاجتماع المرتقب كما كان متوقعاً، مثرياً حافلاً بالقرارات المصيرية، وتعبيراً حقيقياً لما يعنيه مصطلح الديمقراطية، وتألفت القلوب بين اتحاد الكرة والأندية الأعضاء في الجمعية العمومية، وكانت الصورة أصدق تعبير عن أي كلام قد يقال أو يكتب، وكان اجتماع الدقائق العشر الأخيرة هو أقرب مثال لوصف الشراكة الحقيقية والمكاشفة والشفافية. كان الاجتماع ودياً للغاية، وكانت الابتسامة، على وجوه الحاضرين هي الدليل والعلامة، وإحقاقاً للحق فقد تم تداول بنود محضر الاجتماع بسهولة تامة وسلاسة، ونجحت السياسة، وتوحد الصف، في سبيل العمل المشترك وكان هو الهدف، ولن نداهن ولن نجامل، ولكن لم تكن هناك مشاكل، وتضافرت الجهود والعوامل، في خروج الاجتماع بصورة حضارية، وكانت الإيجابيات حاضرة فيما غابت السلبية. نحن بحاجة إلى أن تكون اجتماعاتنا كلها بمثل هذه الشفافية والوضوح، ومن أجل إثبات أن لا خلافات بين الجمعية العمومية وذراعها التنفيذية وهو اتحاد الكرة، جاءت نتائج الاجتماع مبشرة وناجحة ومثمرة، وساد الوئام، وعم السلام، وخرج الجميع بوجوه سعيدة ومبتسمة، وعلى الرغم من عدم الخروج بقرارات مهمة، إلا أن كل الشخصيات الحاضرة كانت راضية وفرحة ومتفهمة. هذا الاجتماع المهم يجب أن يكون نموذجاً يدرس لكيفية إدارة الرياضة في مختلف المؤسسات، والتعاون الكبير الذي كان بين كل الأطراف هو دليل واضح وصريح أننا نعيش أزهى فتراتنا، وخصوصاً أننا تركنا خلفنا سلبياتنا، وقمنا بالتركيز على إيجابياتنا، هذا النموذج لا يجب أن يكون فقط في أنديتنا ومؤسساتنا، بل يجب أن يكون موجوداً ومطبقاً على سائر تفاصيل حياتنا. ويواصل اتحاد الكرة بهذا الاجتماع سياسته الناجحة والتي انتهجها طوال سنتين هي عمر الاتحاد، وواصل قيادته لسفينة الكرة الإماراتية بمهارة فائقة وحكمة، وبالفعل فإنجازات هذا الاتحاد على الأصعدة الإدارية والفنية واللوجستية كافة هي خير ناطق بلسانه، وفيها ثمار الفترة وكشف حساب، وخير متحدث عن مجلس إدارة لم يكمل عامين بعد على الانتخاب. هكذا يجب أن نكون، نبحث عن الإيجابيات ولنتغاضى عن السلبيات حتى لا نكون من الذين يدسون السم في العسل أو من الذين يحقدون، لابد أن نزرع بذور الحب والثقة بين الاتحاد والجمعية العمومية، ولابد أن نلعب دوراً تنويرياً للشارع الرياضي ونتمسك بالمواثيق والموضوعية، وحتى لا نغش أنفسنا ولا نخدع الرأي العام والشارع والجمهور، فقد تم الاستغناء عن المورد السابق والتعاقد مع مورد جديد لديه أنواع البذور كافة. Rashed.alzaabi@admedia.ae