افرزت فورة وحمى الأسهم التي يشهدها المجتمع، ممارسة غير صحية تمثلت في ظهور رهائن من نوع آخر، غير تلك النوعية من الرهائن الذين يحتجزون رغما عن ارادتهم في مجتمعات اخرى، الرهائن عندنا أناس ارتضوا ان يكونوا حبيسي الحلم الكبير بعد أن اجتذبتهم حمى الأسهم والثراء السريع الذي اجتاح الجميع فذهبوا الى اقرب سمسار اسهم كي يرهنوا' جناسيهم' ويتاجر بأسمائهم ، وادى هذا التدافع من قبل السماسرة لرفع التسعيرة التي وصلت لنحو 15الف درهم لقاء رهن جنسية الرأس الواحد لمدد تصل لنحو عام، تكون خلاله الوثيقة العزيزة والغالية بيد السمسار، لا يستطيع صاحبها أن يتحرك في اي امر يتطلبها الا بصورة منها قد تقبل او ترفض في غياب الأصل·
ومن المفارقات ان المستفيد الأوحد من هذا الرهن هم السماسرة اما ' الرهائن' فلا يعود عليهم من متابعة حركة الاسهم الا حرق الاعصاب وعض الاصابع· وهذا المبلغ الزهيد مقابل المبالغ الكبيرة التي يكسبها السمسار او الوكيل في دقائق معدودات من التداول، ولكن هذه الفئة قبلت بالفتات وهي تلهث لتلبية متطلبات اخرى، وبمسح سريع عند اي مكان لتجمع' الرهائن' الجدد تجد ان غالبيتهم اسرى سجن اكبر اسمه في الثالوث الشهير ' القروض الشخصية' و'التسهيلات او البطاقات الائتمانية' و' تمويل السيارات'·
كنت اتمنى من الجهات المختصة التصدي بحزم للوسطاء الذين يتبعون هذه الاساليب غير الحضارية لرهن ' جناسي' خلق الله والعمل على ايجاد طريقة اخرى عدا هذه الوسيلة البدائية التي تكشف ايضا قلة وعي نوعية من البشر بمدى اهمية وثيقة رسمية وقبلوا ان يكونوا رهائن للجشع بمحض ارادتهم!!·