أصبحنا ولله الحمد أخصائيين في حل مشاكل الغير .. من كانت عنده مشكلة ويريد حلها فليأتنا أو يحجز دوره! خسر الجزيرة من أهلي جدة بالخمسة.. لم نتكرم عليه بالفوز فحسب.. بل أهديناه خمسة أهداف لكي نساهم في حل كل مشاكله الفنية والمادية التي عانى منها وخسر بسببها ست مرات متتالية قبل أن نقابله! الجزيرة “طيب القلب” تأثر جداً للمشاكل التي يعاني الفريق العريق الذي تأسس عام 37 من القرن الماضي، والمعروف بقلعة الكؤوس.. فما كان منه إلا أن فتح له كل الأبواب لكي يمر ويسجل من واحد لخمسة.. ويروي ظمأ جماهيره الغفيرة التي لم تتخل عن ناديها وقت الأزمة ويجلب لها الفرح ويكافئها على وفائها لفريقها المفضل. أن يخسر الجزيرة من فريق سعودي أيا كان، فلا مشكلة لا سيما أن المباراة مباراته بحسبة الذهاب والإياب.. ولكن المشكلة في هذا الكرم الحاتمي الذي يخرج الغير من مشاكله ويضعنا نحن فيها. هذه النوعية القاسية من الخسائر تثبط الهمم وتفقد الثقة في النفس وتعيد الفرق إلى الوراء! والغريب في الأمر، أنه لا أحد يعاملنا بالمثل .. نبحث عمن يحل لنا مشاكلنا وما أكثرها فلا نجده! لا نملك ما نقوله للجزيرة.. لا نملك ما نقوله للاعبين، الكبير منهم والصغير.. لا نملك ما نقوله للمدرب براجا الذي خرج على النص بغرابة شديدة وهو المدرب الكبير.. الموقف أكبر من كلمات المواساة.. بودي أن أقول لهم “هارد لك”، لكنها لا تخرج .. بودي أن أقول هكذا هي كرة القدم غالب ومغلوب وشدوا الحيل في المباراة القادمة.. لكنها لا تخرج أيضاً.. فالهزيمة ثقيلة وموجعة ومؤلمة على واحد من أكثر فرقنا نمواً وتطوراً.. كما أنها لم تحدث في الملعب المحلي، ولكنها حدثت في الملعب الآسيوي وهنا تكمن المأساة.. وكان الله في عوننا. ومن الجزيرة إلى العين الذي قاتل قتالاً شرساً وحقق فوزاً صعباً للغاية على الشباب السعودي هنا في دار الزين واستعاد الفريق الإماراتي الكبير الذي له صولات وجولات في هذا المعترك الآسيوي قدرته على المنافسة وقوي أمله من أجل اللحاق بالدور النهائي الذي “ياما” وصل له ولأبعد منه .. المباراة لم تكن سهلة على الإطلاق، فقد حاصرنا الشباب السعودي في الشوط الثاني حصاراً رهيباً بعد أن لعب العين بعشرة لاعبين في أعقاب طرد فالديفيا، وبالمناسبة لابد من وقفة طالما جاء ذكر الكابتن الكبير “فالدي” الذي كاد أن يتسبب في ضياع المباراة لولا التوفيق والحارس وليد سالم !.. ويهمني أن أقول إنني من عشاق فنه كأي واحد يحب الكرة الجميلة، لكنني ضد تدليله إلى هذه الدرجة التي تضر بالفريق وتضر باسمه الكبير .”فالدي” أضاع حقه وحق فريقه أمام الشباب السعودي عندما دفع اللاعب الذي اعتدى عليه أمام الحكم فاستحق الطرد.. وكأن العين ناقص غيابات من لاعب لم يشارك ولا في نصف مباريات فريقه منذ التعاقد معه ! كلمات أخيرة الصدمة في الهزيمة الكبيرة للجزيرة أنها أمام فريق لا يفوقك.. ربما أنت الذي تفوقه.. وسكت الكلام ! محمود الربيعي | mahmo d_alrabiey@admedia.ae