لدينا قوم لا يعترفون بالحلول الوسط، النجاح لديهم هو المركز الأول فقط، هم بيت الداء ومكمن العلة، فمقاييس النجاح والفشل لديهم مختلة، فإما الصدر وإما القبر، لدينا ملوك التنظير بكل جدارة، ومعظم نظرياتهم لا تخرج عن عمل المدرب والإدارة، فيقولون إن إدارة الأهلي لم تحقق الغاية، ومدرب الأهلي لم يكن عند مستوى الدعاية، ويجب استبدال الإدارة وإقالة المدرب، وليأت مدرب جديد وإدارة أخرى، وليعد العمل إلى نقطة الصفر وهلم جرا. ولأن الوصل ابتعد عن المنافسة يقولون إن إدارة الوصل يجب أن تعترف بالفشل، وأن تترك الفرصة لغيرها وترحل، وأن مارادونا أثبت أنه لا يفقه شيئاً في علم التدريب، لذا يجب أن تتم إقالته وليأت مدرب آخر وإدارة أخرى، وليعد العمل إلى نقطة الصفر وهلم جرا. واليوم إدارة النصر لم تكمل نصف موسم مع الفريق ومع ذلك فهو يحقق نتائج متميزة، وبمجرد تعادل الفريق خارج ملعبه أمام الوحدة ومع أنه حافظ على سجله الخالي من الهزائم طوال 11 جولة متتالية، ومع ذلك فقد بدأت نفس الأصوات تظهر، الإدارة ماذا تريد؟ المدرب لماذا يدافع؟ الكلام نفسه والأحاديث المكررة نفسها، الترهات التي نسمعها كل مرة نفسها، إذن فلتستقيل الإدارة وليرحل المدرب وهلم جرا. لا يحدث هذا إلا هنا، وقد يحدث في الدول المحيطة بنا، فنظرتنا للأمور مختلفة، وحاشا لله أن تكون متخلفة، فنحن لدينا 12 نادياً في دوري المحترفين وجميعها يجب أن تنجح في المعادلة، وجميعها يجب أن تفوز باللقب وإلا فإن الإدارة فاشلة، كما لا يجب أن يهبط أحد، وإلا سيكون المدرب غير جيد، ولأنه ليس باليد حيلة ولا يمكن تحقيق هذه المعادلات المستحيلة، لذا فإنه من المهم أن يقال المدرب قبل نهاية الموسم، وترحل الإدارة وتأتي الأخرى، ولتعد الأمور إلى نقطة الصفر وهلم جرا. النادي هنا وخلال عشر سنوات يجب أن يمر عليه عشرة مجالس إدارة وعشرات المدربين، وأضعاف أضعافهم من اللاعبين، ومع ذلك في كل مرة يفشل الكرة تلو الكرة وهلم جرا، فالطمأنينة معدومة والاستقرار يغيب عن المنظومة، ويضيع الناتج من جراء استعجال النتائج. ففي نهاية هذا الموسم قد يصل مجموع ما يطالب به البعض إلى تغيير 11 مجلس إدارة وإقالة 11 مدرباً، ولن يتبقى سوى مجلس إدارة واحد هو المتوج بلقب دوري المحترفين، وهذا المجلس عليه أن ينتظر بعد حين، سيطالبونه بالاستقالة عند الفشل بالحفاظ على اللقب في غضون موسم أو موسمين. Rashed.alzaabi@admedia.ae