الطريق إلى بناء علاقات إنسانية سليمة، يبدأ من حب الآخر، والتفاني من أجله، والتضحية بشأنه ليعيش معززاً مكرماً، لا تنوبه نائبة ولا تشوبه شائبة ولا تخيبه خائبة.. الإمارات بقيادتها الرشيدة، وسياستها السديدة، استطاعت أن ترسم لوحة رائعة ومبدعة، لوَّنت بها وجه العالم، وشكَّلت حياته بألوان زاهية باهية، وزخرفت النفس البشرية بأشكال من صناعة إماراتية فريدة، لا تضاهيها صناعة.. وتقف مؤسسة خليفة للأعمال الخيرية والإنسانية عند ربوة الحلم البشري، مشيرة بالبنان أن هنا في جنوب الخليج العربي، تسكن مهجن المحبين العاشقين، المدنفين بحب الناس جميعاً، بلا تفريق أو تمزيق للون أو عرق أو دين.
ثمان وثلاثون دولة، بدءاً من هاييتي في جنوب أميركا إلى باكستان شمال شرق آسيا، جُلها دول هنأت وسعدت بعطاء الإمارات، ولم تقتصر المساعدات على المنح الإنمائية بل تجاوزت ذلك بإنشاء المدارس والمستشفيات، ومد الجسور، وكل مايرتبط بالبنى التحتية، أما عن داخل الوطن، فإن مؤسسة خليفة اليوم تتبنى تعليم مايقرب من ستين ألف طالب وطالبة، وتقوم برعايتهم والعناية بشؤونهم وتقديم العون لأسرهم، وكل ما يحتاجونه.
هذه الهبَّة الإنسانية، مثال للتعاطف والتكاتف والتآلف، تنثره المؤسسة وروداً من ياسمين ورياحين تعبق به النفوس من أسقام وأوهام وقضايا حياتية تشغل بال كل من عجز عن الوفاء بإعالة أسرته لضيق اليد، وسوء الحال، وصعوبة المآل.. فضاء إنساني كوكبه هذه المؤسسة الرائدة، في بث الروح في أجساد المحتاجين والمعوزين، وسماء واسعة نجمها الساطع هذه المؤسسة برجالها الأفذاذ، الذين يتلمسون حاجات الناس لأجل كبح جماح الفقر، وكسر قيد الفاقة.. هذه الإمارات سكنت القلوب، وأسكنت الناس جميعاً في سويداء القلب ولبه، هذه هي الإمارات تؤصل العلاقة الإنسانية ليست بالنوايا وحدها، وإنما بالأفعال التي تسبق الأقوال، وبالعطاء دون ادعاء، وبالمساعدات التي لا نهاية لها إلا نهاية حدود الكرة الأرضية، من جهاتها الأربع، هذه هي الإمارات، طريق الحرير تمده ولا ترده، تنسجه ولا تبدده، إيماناً من قيادتنا أن الناس جميعاً أعضاء لجسد واحد، فإذا شكا عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، والإمارات دائماً تقف في مقدمة الصفوف في إغاثة الملهوف وإسعاف المكلوف وإرواء المشغوف.. حما الله بلادنا من كل مكروه..


marafea@emi.ae