ما حققه وفدنا المشارك في اجتماعات اللجان بالاتحاد الآسيوي، التي اختتمت منذ أيام، يمكن وصفه بأنه الانتصار الآسيوي الأبرز لنا، فبعيداً عن حال أنديتنا التي قنعت بالقليل، وبرهنت للقارة على زهدها، مكتفية بست نقاط من 36، فإن وفدنا لم يرض العودة من كوالالمبور إلا بكامل النقاط، فحقق ما أراد وزيادة، وبعد أن قضينا أياماً نضرب أخماساً في أسداس، ونضع أيدينا على قلوبنا، خوفاً من أن يعجل الاتحاد الآسيوي بقرار رفع عدد الجولات، لترتبك حساباتنا، ونبحث عن شكل جديد لدورينا، تمكن محمد خلفان الرميثي رئيس الاتحاد، والدكتور طارق الطاير رئيس الرابطة، ومعهما بقية أعضاء الوفد، من العودة من هناك بمكاسب كانت تبدو للوهلة الأولى، مغرقة في التفاؤل.

ذهب وفدنا إلى كوالالمبور، وهو يخشى تكتل شرق القارة، وسعى بالمثل مع الأشقاء في السعودية وقطر إلى تشكيل لوبي موحد، وأثبتت التجربة الأخيرة، أنه بالإمكان أن ننجح، إذا ما خططنا جيداً لما نريده وإذا ما استتبع هذا التخطيط عمل وجهد.

تمكن الوفد في البداية من إدراج مقترحاتنا ضمن جدول الأعمال، كما أقنع الاتحاد القاري بإرجاء مسألة رفع عدد الجولات إلى موسم 2012، كما انتصر في اقتراحه بتقديم موعد قرعة دوري الأبطال، لتتمكن الأندية من وضع روزنامة الموسم مبكراً، كما وجدت مقترحاته بشأن سقف الحضور الجماهيري صدى طيباً، بعد أن اقتنع أعضاء لجنة الاحتراف، بحقيقة أن الدول الآسيوية بينها اختلافات جوهرية، وأن تطبيق هذا المعيار قد يصلح في دولة ولا يصلح في أخرى، ولو أننا قسنا كل دول القارة بمقياس دولة واحدة، لاشترطنا مليون متفرج في المباراة الواحدة، مراعاة للصين.

باختصار، كانت مشاركة وفدنا في الاجتماعات على نقيض مشاركة أنديتنا في جولات البطولة الثلاث حتى الآن،ويستحق موقف الدكتور طارق الطاير الإشادة، فالرجل مثلما تابعنا، ذهب وهو مستعد تماماً، وكانت لديه حججه وأسانيده، التي انتصرت وكان لها صدى داخل الاجتماعات.

وبذات النهج الذي اتبعه اتحاد الكرة واللجنة مع هذا الطارئ الذي أطل علينا، يجب ألا نغلق هذا الملف، وننتظر لنفتحه من جديد عام 2012، فهو ليس ببعيد، وعلينا أن نعيد من الآن وبهدوء دراسة الموقف، وتقييم التجربة، واستشراف ما يمكن أن تصبح عليه بعد عامين أو ثلاث، وماذا بإمكاننا أن نفعل لو أصبحت طلبات الاتحاد الآسيوي واقعاً ملموساً، وإذا ما توصلنا لإجابات عن هذه التساؤلات، عندها ستكون حلولنا "استوت على نار هادئة" ووفق انتقال مرحلي، بدلاً من حلول الأمر الواقع التي قد تفرضها الظروف لا الاحتياجات.

كلمة أخيرة:
مستقبل كرتنا الآسيوي يجب أن تحكمه «المصلحة» قبل «اللوائح». 



mohamed.albade@admedia.ae