لم أُفاجأ على الإطلاق باللمسة الإنسانية التي قام بها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس نادي بني ياس، حيث زار سموه أمس لاعب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي علي مسري وصديقه محمد راشد الجابري في مستشفى المفرق، وذلك بعد الحادث الذي تعرضا له بالقرب من نادي بني ياس في منطقة الشامخة، والذي كاد يودي بحياتهما، إثر انفجار إطار السيارة، بينما كان اللاعب في طريقه لتجمع النادي للسفر إلى المنطقة الغربية من أجل مواجهة الظفرة، في المباراة التي غاب عنها مسري، ولكن الفوز أسعده من دون أدنى شك. أما لماذا لم أُفاجأ، فأولاً لأن هذا ما عهدناه في شيوخنا الكبار، قولاً وفعلاً وخصالاً، جعلتهم شديدي الصلة بالشارع والمواطن في كل مكان، وثانياً، لأنه ليس الموقف الأول من سموه، فهناك العديد من المشاهد التي يذكرها القاصي والداني، ومنها ما هو خاص بالشأن الرياضي، باعتبارنا الأقرب إليه، فدائماً ما تكون زياراته إلى بني ياس، النادي والمنطقة، عفوية صادقة، تغلفها المشاعر الصادقة بين رب الأسرة وإخوانه وأبنائه، وما زال لاعبو بني ياس ومدربوه وإداريوه، يتذكرون كيف كانت زياراته السابقة قوة دافعة لهم، من فرط محبتها وحميميتها وما تتركه في النفوس من فرحة، تكون وقوداً للجميع من أجل المزيد من العمل في خدمة ناديهم ورفعته. وما زلت أذكر في مباراة الوحدة على ملعب بني ياس، والتي خسرها العنابي، كيف كان سموه حريصاً على الذهاب إلى غرفة ملابس لاعبي الوحدة أولاً ليطيب خاطرهم، ويواسيهم ويجلس معهم بعض الوقت، حتى خرج اللاعبون من هناك لا يذكرون من المباراة سوى هذا اللقاء الآسر والجميل. وفي المباراة ذاتها، تناقل الجميع في ملعب بني ياس بالشامخة، كيف كانت حال أحد مشجعي الوحدة، والذي ظل يبكي ويصرخ على لاعبيه، فالتقاه سموه، وطيب خاطره، وأخبره أن الكرة فوز وخسارة، وأنه لا يجب أن نغالي في مشاعرنا إلى هذا الحد، وزاد سموه على ذلك، فأقل هذا المشجع الوحداوي معه في سيارته إلى أبوظبي.. هذا ما رووه بعد المباراة، وحين رووه لم يستغربوه. لقد كانت زيارة سموه إلى لاعب بني ياس درساً من قيادتنا إلى كل فرد فينا، بما يجب أن نكون عليه، وكانت عنواناً لنهج يمتد في خريطة الوطن، ينثر الحب والوفاء في ربوعه، لا سيما أن الزيارة لم تقتصر على لاعب النادي فقط، وإنما زار سموه كذلك صديق مسري، محمد راشد الجابري، ووجه سموه بسفر الاثنين إلى ألمانيا لإجراء المزيد من الفحوص حتى نطمئن عليهما تماماً. هكذا أنت إماراتنا، وهكذا رجالك.. واحة ننعم فيها بكل ما تطيب له النفس، وننعم أكثر بالمحبة التي تغمرنا من ولاة أمورنا وقادتنا الذين يرسمون كل يوم لوحة من لوحات العشق لهذا الوطن وأبنائه. قد يبدو مشهد زيارة سموه للاعب وصديقه بسيطاً، وهكذا بالطبع رآه سموه قبل أن يذهب إلى مستشفى المفرق، فسموه عفوي بطبعه، ولكن من حقنا على أنفسنا أن نتذكر هذه المشاهد ونوثقها، ومن حق قادتنا علينا أن نمتن لهم، وأن يعلموا أننا نرى ونسمع ونتكلم، وندعو لهم بطول العمر وموفور الصحة. كلمة أخيرة طالما الاسم “ابن زايد”.. فهو يغني عن الكلام.. لأنه العنوان.. عنوان العطاء محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae