تنطلق الصرخات من مختلف الصالات، من كل الألعاب وليس هناك من مجيب فلا تلقى هذه النداءات آذاناً صاغية وعقولاً حاضرة، كرة السلة واليد والطائرة، ألعاب القوى أو أم الألعاب وسيدة الرياضات، وتنس الطاولة والدراجات، وغيرها وغيرها، كلها تعاني مما آل إليه مصيرها، وكلها تشتكي من شح الموارد المالية وقلة الدعم، فكل هذه الألعاب ميزانياتها لا تعادل نصف الميزانية السنوية لنادي كرة قدم، لذا هي تصرخ وتستنجد والصراخ دائماً يكون على قدر الألم. الرياضة لدينا تعاني من ظاهرة مقلقة، فهي تشكو من داء العنصرية والتفرقة، والأفضلية لكرة القدم التي تلتهم معظم الميزانيات، وتستحوذ على الكثير من الامتيازات، ولا تترك لبقية الألعاب الأخرى سوى الفتات، وهو لا يسمن ولا يغني من جوع، ثم نطالبهم بإنجازات تبلغ الآفاق، فلا نحصل سوى على الخيبة والحسرة ولا نحصد سوى الإخفاق. يحدث هذا على مرأى ومسمع منا، وفي الوقت الذي نهدر فيه طاقاتنا وتتعرض مواهبنا في شتى الألعاب للإحباط واليأس والتدمير، نفتش عن الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة فلا نرى لها دورا ولا تأثيرا، وكأن مهمتها الرئيسية في رياضتنا ليس سوى «كاشير»، تتلقى هذه الأموال المخصصة للرياضة من الحكومة، فيذهب نصفها إلى خزينة اتحاد الكرة ويذهب النصف الآخر إلى بقية المنظومة. بالأمس كان المسؤولون عن ألعاب القوى يبحثون عن الملاذ، والقائمون على كرة الطائرة ينشدون الإنقاذ، واليوم لا يجد منتخب السلة للناشئين صالة للتدريب، وقبله منتخب اليد الذي ذهب إلى البحرين بدون استعداد كاف ومع ذلك عاد بالإنجاز وحقق الإعجاز، وأثبت أن الرياضة أفعال وليست أقوالا، ومن رحم المعاناة ولد المنتخب البطل الذي وصل إلى المونديال، فكل الألعاب تشتكي من ضعف الإمكانات وضيق ذات اليد، ومهما تعالى صراخها وترددت صيحاتها لا يلتفت لها أحد. الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة تقف يائسة أمام تلبية الحاجة، وحدث ولا حرج، فهي تقف موقف المتفرج، واليوم بعد مرور أكثر من 42 عاماً على قيام الدولة لا تزال «الهيئة» تعتمد اعتماداً كلياً على الدعم المقدم من الحكومة، ولا تزال عاجزة عن القيام بدورها الفعال في إيجاد الدخل البديل، وفي البحث على مصادر أخرى للتمويل، ولا أدري ما هو الهدف من الاستراتيجيات، ولا أعلم ما هي نتائج الاجتماعات التي تعقد بين الفترة والأخرى، ولكن خطرت لي فكرة، فلماذا لا نستغني عن كل الألعاب والاتحادات ونلغي كل الأندية المشهرة، ونبقي فقط على دوري المحترفين واتحاد الكرة. Rashed.alzaabi@admedia.ae