بعد انتظار مدة عام، جاءت “أيام الشارقة المسرحية” مثل عيد يأتي ويمضي سريعاً، يضفي على المدينة الباسمة ألقاً جميلاً، وأيضاً يأتي محبو هذا الفن الجميل من كل أرجاء البلاد.
مثل كفة ميزان، يظل المسرح له ثقله وأهميته على الساحة الثقافية، خاصة بعد أن ظلت “أيام الشارقة المسرحية” نشاطا ثابتا ومهما للعمل المسرحي، تماماً مثل معرض الكتاب والبينالي والمتاحف والمعارض الفنية الدائمة.
إنها الفرصة والمحطة التي ترعاها أياد كريمة ومخلصة لهذا العمل الفني الرفيع في الشارقة، وعليه فإننا مطمئنون على أن هذا الاهتمام سوف يثمر الآن وفي المستقبل، بل إن الاستمرار على مدى هذه السنوات الطويلة هو المكسب الكبير للثقافة المحلية والعربية.
في كل عام نكتسب خبرة ودراية ومعرفة بالمسرح، وأيضاً هذا العمل يدعم ويقوي عود الجدد من العاملين في مجال المسرح من ممثلين إلى فنيين ومبدعين في الفنون المسرحية والفنية الأخرى.
لقد استطاع المسرح أن يمد المجالات الفنية الأخرى بعناصر ناضجة وجيدة، سواء على شكل ممثلين أو فنيين، وهذا ما نشاهده في مجال التلفزيون والدراما المحلية والمسلسلات التي بدأت تظهر بأشكال فنية مختلفة، بعضها فيها من الابداع الفني والتقني ما يصل بها إلى مستويات جيدة يشهد لها الجميع.
كل هؤلاء خرجوا من عباءة المسرح، هو الأب والمربي والصانع لهذه العناصر التي نشاهدها اليوم في الأعمال الدرامية التلفزيونية.
ولكن ما يؤكده الجمهور المتابع لأيام الشارقة المسرحية يقول إن بعض هؤلاء، أبناء المسرح قد دخلوا خانة العقوق والنكران وربما أخذتهم المادة بعيداً، وقد يصبحون في المستقبل، إن استمروا على مجافاة المسرح، مثل الحالات التي نشاهدها في مجتمعنا وهي ظاهرة عقوق الوالدين، أي أنهم سوف يأخذون والدهم المسرح إلى دار العجزة ويرمونه هناك ويذهبون في غيهم خلف ما يدره وما يدفعه التلفاز، إنها معادلة عجيبة، في الأعوام الماضية، كل الفنانين المحليين يشتكون من تجاهلهم في مجال التلفزيون والدراما، حيث يؤكدون أنهم مواهب في بلدهم ولا تتاح لهم الفرص للعمل التلفزيوني وعرض أعمالهم الفنية أو تنفيذ دراما ومسلسلات محلية، وعندما جاءت الفرصة نشعر أننا سوف نخسرهم في المسرح، ولكن علينا ألا ننزعج كثيراً، حيث إن المسرح هو أبو الفنون ويستطيع أن ينجب أبناء جددا وربما أكثر إخلاصاً من الذين كبروا أو تكبروا على المسرح!!


ibrahim_mubarak@hotmail.com