- لو طلب من التشكيليين والمثالين أن يعملوا رسماً أو نصباً تذكارياً للنصاب، كيف يمكن أن يتخيلوه أو يتهيأ لهم؟ وهل للنصب لون؟ وهل للنصاب رائحة؟ - أعتقد شخصياً أن النصب من أقدم مهن التاريخ على الإطلاق، ولم تسبقها مهنة قبلها، وذلك حين حاول إبليس أن ينصب على أبينا آدم، وأمنا حواء بالغواية والترغيب والتزيين بالأكل من الشجرة المحرمة، ونجح في أول محاولة نصب في التاريخ! - لماذا ينتشر النصب في العالم؟ مثل كل الآفات: الفقر، والمرض، والجهل! - النصب مرتبط بالمدن الكبرى، والمكتظة، حيث يمكن أن يضيع دم النصاب بين القبائل، وفي الشوارع المتقاطعة، ومرتبط أكثر بالموانئ التجارية، حيث يكثر الغرباء، وتضيع صورة النصاب بين الداخلين والخارجين، المسرعين! - في القرية لا ينجح عادة النصاب كثيراً، لأنه ينصب على أهله أولاً، وثانياً لن يجد شيئاً جديداً ومغرياً للنصب في تلك القرية ذات البساط الأحمدي، وثالثاً الجميع في القرية لا ينام على ضيم أو عار أو شرف، وهي أقانيم من أشد أعداء النصاب! - النصب ضحيته إما إنسان طيب وأخلاقي، وخجول، وإما غريب عن المكان! - وسائل النصب إما مسكنة، وإما إغراء، وإما إيهام، وامرأة متواجدة على الدوام! - لماذا حدقة عين النصاب دائماً تبرق؟ - يمكن لعطر مخاتل يترصد لنسمات الهواء أن ينصب عليك! - يمكن للمعة ثوب حريري أخضر بارد، ومتغضن قليلاً أن ينصب عليك! - يمكن لشعر بلون الكستناء، ينهال على الجبين، وطرف العين أن ينصب عليك! - يمكن لعيون شهلاء، نجلاء، دعجاء، نعساء، شبه غافية أن تنصب عليك! - يمكن لرائحة ورق الـ«بنكنوت» المصرفية، المهادنة لشعيرات الأنف الآدمي أن تنصب عليك! - يمكن لهسيس الأنواط النقدية، المشاغبة للأذن التي لا تكف عن النمو حتى آخر العمر، ولمعة الجديد المراوغ للعين فيها أن ينصب عليك! - يمكن لشاعر يجيد الفتل والغزل، ولا يشبع من العد أن ينصب عليك! - يمكن لوقع دمغة المرابي، ومهر المحابي في البنوك، والذي لا يكف عن بل أطراف إصبعيه عند العد أن ينصب عليك! - يعني الطبيب ما يقدر ينصب عليك، والمقاول عمّر الله بيته، والمحامي حاشاه الله! - يمكن لغجري في أي مكان أن ينصب عليك!