شعرت بتعاطف كبير مع المنتخب الوطني وهو يواجه المنتخب الألماني، الثاني في التصنيف العالمي لأسباب عدة: أولاً: أن الخسارة بسبعة أهداف توحي بأن المباراة شهدت انهياراً كاملاً للأبيض، أو أن الماكينات الألمانية كانت تلاعب نفسها في ستاد آل مكتوم بدبي، برغم أن واقع المباراة يؤكد أن الأبيض كان نداً لنظيره الألماني معظم فترات المباراة، وسجل هدفين من قذيفتين، ولولا عدم التوفيق والرعونة أمام المرمى لأحرز الأبيض ثلاثة أهداف أخرى على الأقل. ثانياً: أن الأبيض وبرغم الهزيمة الثقيلة إلا أنه لم يعان من عقدة نقص، بل تحلى بشجاعة كبيرة وهو يواجه الألمان بخبرتهم وتاريخهم واستقرارهم الفني، ولكن المنتخب وقع - مجدداً - في مأزق الأخطاء الدفاعية التي سهلت مهمة الألمان فسجلوا من كل الفرص التي أتيحت لهم، بينما لم يستثمر الأبيض سوى 25 في المئة من الفرص التي تهيأت له أمام المرمى الألماني. ثالثاً: لم يستفد الأبيض من عاملي الأرض والجمهور، فبرغم إقامة المباراة بملعب نادي النصر بدبي، إلا أن المشهد بدا وكأن المباراة تقام في ستاد أرينا بميونيخ، حيث حضرت الجماهير الألمانية بكثافة، بينما غابت جماهير الأبيض، وكأن الأمر لا يعنيها، والطريف أن عدداً من الجماهير ارتدى الغترة والعقال فظن البعض أنها جماهير إماراتية، ولكن الكاميرات، وبالصورة المقربة، أوضحت أنها ليست سوى جماهير ألمانية تعيش على أرض الإمارات! رابعاً: برغم السباعية الألمانية إلا أن عدداً من لاعبي الأبيض أثبتوا أنهم خامة كروية لديها قدرات عالية، وعلى رأسهم «الموهوب» إسماعيل الحمادي نجم الموسم الكروي والذي لم ترهبه الأسماء الشهيرة في منتخب ألمانيا، فصال وجال وراوغ بسهولة ويسر وسجل هدفاً، كما أن نواف مبارك كان دينامو خط الوسط، تحرك برشاقة، وسدد بثقة وأحرز الهدف الثاني للإمارات. خامساً: الخسارة بسباعية، لا تعني أن التجربة كلها سلبيات، بل إن فيها من الإيجابيات التي يمكن استثمارها مثل الروح العالية التي أدى بها اللاعبون المباراة، وعدم انهيارهم أو استسلامهم بعد أن تعددت الأهداف الألمانية، والمهم إيجاد حل لمشكلة الخلل الدفاعي «المزمنة» والقاعدة الكروية تقول إن الهجوم القوي لابد أن ينطلق من قاعدة دفاعية قوية، وبغير ذلك تصبح الهزيمة أقرب كثيراً من الفوز أو حتى التعادل!